نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 277
قال الملك : من هم ؟ قال الوزير : أهل الدين الذين عرفوا ملك الآخرة ونعيمها فطلبوه . قال الملك : وما ملك الآخرة ؟ قال الوزير : هو النعيم الذي لا بؤس بعده ، والغنى الذي لا فقر بعده ، والفرح الذي لا ترح بعده ، والصحة التي لا سقم بعدها ، والرضا الذي لا سخط بعده ، والأمن الذي لا خوف بعده ، والحياة التي لا موت بعدها ، والملك الذي لا زوال له . هي دار البقاء ، ودار الحيوان التي لا انقطاع لها ، ولا تغير فيها ، رفع الله عز وجل عن ساكنيها فيها السقم والهرم والشقاء ، والنصب ، والمرض ، والجوع ، والظمأ ، والموت . فهذه صفة ملك الآخرة ، وخبرها أيها الملك . قال الملك : وهل تدركون إلى هذه الدار مطلبا ، والى دخولها سبيلا ؟ قال الوزير : نعم ! هي مهيأة لمن طلبها من وجه مطلبها . ومن أتاها من بابها ظفر بها . قال الملك : ما منعك أن تخبرني بهذا قبل اليوم ؟ قال الوزير : منعني من ذلك اجلالك ، والهيبة لسلطانك . قال الملك : لئن كان هذا الأمر الذي وصفت يقينا فلا ينبغي لنا أن نضيعه ، ولا نترك العمل به في اصابته . ولكنا نجتهد حتى يصح لنا خبره . قال الوزير : أفتأمرني أيها الملك أن أواظب عليك في ذكره ، والتكرير له ؟ قال الملك : بل آمرك أن لا تقطع عني ذكره ليلا ولا نهارا ، ولا تريحني ، ولا تمسك عني ذكره ، فان هذا أمر عجيب لا يتهاون به ، ولا يغفل عن مثله . وكان سبيل ذلك الملك والوزير إلى النجاة [1] . * يقول المؤلف : رأيت من المناسب في هذا المقام لأجل زيادة بصيرة
[1] كمال الدين للشيخ الصدوق : ص 604 - 606 ، طبعة طهران .
277
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 277