نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 259
قال : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قال : فوالله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه ، ثم أنتدب له رجل من الأنصار ؟ فقال له : يا عويمر لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها . فقال أبو الدرداء : يا قوم اني قائل ما رأيت ، وليقل كل قوم منكم ما رأوا . شهدت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بشويحطات النجار وقد اعتزل عن مواليه ، واختفى ممن يليه ، واستتر بمغيلات النخل فافتقدته ، وبعد علي مكانه ، فقلت لحق بمنزله . فإذا أنا بصوت حزين ، ونغمة شجية ، وهو يقول : إلهي كم من موبقة حلمت عني فقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك . ( إلهي إن طال في عصيانك عمري ، وعظم في الصحف ذنبي ، فما أنا مؤمل غير غفرانك ، ولا أنا براج غير رضوانك ) . فشغلني الصوت ، واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعينه ، فاستترت له ، وخملت الحركة ، فركع ركعات في جوف الليل الغابر ، ثم فزع إلى الدعاء والبكاء ، والبث ، والشكوى ، فكان مما به الله ناجى ان قال : " إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي " . ثم قال : " آه إن إنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها ، فتقول خذوه ، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء " . ثم قال : ( آه من نار تنضج الأكباد والكلى ، آه من نار نزاعة للشوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى ) .
259
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 259