نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 216
في محاريبهم ويرنون ، يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون ، فلو رأيتهم يا أحنف في ليلتهم قياما على أطرافهم محنية [1] ظهورهم يتلون أجزاء القرآن لصلاتهم ، قد اشتدت أعوالهم ونحيبهم وزفيرهم ، إذا زفروا خلت النار قد أخذت منهم إلى حلاقيمهم ، وإذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفدت في أعناقهم ، فلو رأيتهم في نهارهم اذن لرأيت قوما * ( يمشون على الأرض هونا ) * [2] ويقولون للناس حسنا * ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) * [3] ، * ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) * [4] قد قيدوا أقدامهم من التهمات ، وأبكموا ألسنتهم أن يتكلموا في أعراض الناس ، وسجموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض ، وكحلوا أبصارهم بغض البصر عن المعاصي ، وانتحوا دار السلام التي من دخلها كان آمنا من الريب والأحزان ) [5] . * أقول : ويناسب هنا نقل كلام من راهب عظيم الشأن وهو ما نقل عن قثم الزاهد قال : رأيت راهبا على باب بيت المقدس كالواله فقلت له أوصني فقال : كن كرجل احتوشته السباع فهو خائف مذعور يخاف أن يسهو فتفترسه ويلهو فتنهشه ، فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المفترون ، ونهاره نهار حزن إذا فرح البطالون ) . ثم انه ولى وتركني فقلت له : زدني . فقال : إن الظمآن يقنع بيسير الماء [6] . * حكاية : نقل ان كافي الكفاة الصاحب بن عباد : ( استدعى في بعض الأيام شرابا ، فاحضروا قدحا ، فلما أراد أن يشربه ، قال بعض خواصه : لا تشربه ، فإنه مسموم .
[1] في نسخة بدل ( منحنية ) . [2] سورة الفرقان : الآية 63 . [3] سورة الفرقان : الآية 63 . [4] سورة الفرقان : الآية 72 . [5] أقول : رواه الصدوق في صفات الشيعة : ص 120 - 121 ، ونقله عن المجلسي في البحار : ج 7 ، ص 220 ، ح 132 ، وفي : ج 68 ، ص 171 ، ح 31 . [6] كشكول الشيخ البهائي : ج 1 ، ص 99 .
216
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 216