نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 169
لأصحابي : غسلوني ، وبدلوا ثيابي واحملوني إلى الروضة المطهرة لعل الموت يحول بيني وبين الوصول إليها . ففعلوا ، ولما دخلت الحضرة أغمي على ، فتركوني في جانب ومضوا لشأنهم . فلما أفقت حملوني وأتوا بي إلى قرب الشباك ، فزرت . ثم ذهبوا بي إلى الخلف عند بيت الصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) ، أحد المواضع التي تزار فيها فجلست وزرت بما بدا لي ، ثم طلبت منها الشفاء . وقلت لها : بلغنا من الآثار كثرة محبتك لولدك الحسين ( عليه السلام ) ، واني مجاور قبره الشريف ، فبحقه عليك ألا ما شافيتني . ثم خاطبت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وذكرت ما كان لي من الحوائج منها الشفاعة لجملة من رفقائي الذين حلوا أطباق الثرى ومزقتهم البلوى ، وعددت أسماءهم إلى أن بلغت إلى المولى جعفر المتقدم ذكره . فذكرت الرؤيا ، فتغيرت حالي ، فألححت في طلب المغفرة له وسؤال الشفاعة منه ( صلى الله عليه وآله ) . وقلت : اني رأيته قبل ذلك بعشرين سنة في المنام في حال سوء ، لا أدري كان صادقا أم كان من الأضغاث ؟ وذكرت ما سنح لي من التضرع والدعاء في حقه . ثم رأيت في نفسي خفة ، فقمت ورجعت إلى المنزل بنفسي ، وذهب ما كان بي من المرض من بركة البتول العذراء ( عليها السلام ) . ولما أردنا الخروج من البلد أقمنا في ( أحد ) يوما وكان أول منازلنا . فلما نزلنا فيه ، وفرغنا من زيارة الشهداء رقدت فرأيت المولى جعفر المذكور مقبلا علي في زي حسن وعليه ثياب بيض كغرقئ [1] البيض وعلى رأسه عمامة محنكة وبيده عصا ، فلما دنا مني سلم وقال : مرحبا بالأخوة والصداقة ، هكذا ينبغي أن يفعل الصديق بصديقه ، وكنت في تلك المدة في ضيق وشدة وبلاء ومحنة ، فما قمت من الحضرة إلا وخلصتني منها ، والآن يومان أو ثلاثة أرسلوني إلى الحمام وطهروني من الأقذار والكثافات . وبعث إلي الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الثياب والصديقة