نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 168
في دار السلام عن العالم الفاضل الصالح الورع التقي الحاج الملا أبي الحسن المازندراني قال : كان لي صديق فاضل تقي عالم ، وهو المولى جعفر ابن العالم الصالح المولى محمد حسين من أهل طبرستان من قرية يقال لها ( تيلك ) . وكان ( رحمه الله ) في بلده ، فلما جاء الطاعون العظيم الذي عم البلاد ولهم العباد اتفق ان خلقا كثيرا ماتوا قبله وجعلوه وصيا على أموالهم ، فجباها كلها ، ومات بعدهم بالطاعون قبل أن يصرف الأموال في محلها . فضاعت كلها . ولما وفقني الله تعالى لزيارة العتبات ومجاورة قبر مولانا أبي عبد لله ( عليه السلام ) رأيت ليلة في المنام كأن رجلا في عنقه سلسلة تشتعل نارا . وطرفيها بيد رجلين ، وله لسان طويل قد تدلى على صدره ، فلما رآني من بعيد قصدني . فلما دنا مني ظهر انه المولى المزبور . فتعجبت : فلما هم أن يكلمني ويستغيث بي جرا السلسلة إلى الخلف ، فرجع القهقرى ، ولم يتمكن من الكلام . ثم دنا ثانيا ففعلا به مثل الأولى ، وكذلك في المرة الثالثة . ففزعت من مشاهدة صورته وحالته فزعا شديدا ، وصحت صيحة عظيمة انتبهت منها ، وانتبه من كان نائما في جانبي من العلماء . فقصصت عليه رؤياي وكان وقت النداء ، وإعلام فتح أبواب الصحن والحرم الشريفين . فقلت : ينبغي أن نقوم وندخل الحضرة ونزور ونستغفر له ، لعل الله يرحمه إن كانت الرؤيا صادقة . فقمنا وفعلنا ذلك . ومضى زمان طويل يقرب من عشرين سنة ولم يتبين لي من حاله شيئا ، وكان في زعمي ان تلك الحالة للتقصير الذي وقع منه في أيام الطاعون في أموال الناس . ولما من الله تعالى علي بزيارة بيته وقضيت المناسك ، وقربنا من الرجوع إلى المدينة المشرفة مرضت مرضا شديدا منعني عن الحركة والمشي . فلما نزلنا قلت
168
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 168