responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 659


مريم كانت سيدة نساء عالمها ، و إن الله - عزّ و جلّ - جعلك سيّدة نساء عالمك و عالمها و سيّدة نساء الأولين و الآخرين .
العلم عالم و معلوم و « العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء » ، و باتحاد العلم و العالم و المعلوم يصير العلم عين النفس و عينها أي ذاتها و بصرها و الإنسان يحفظ به من المهالك ، و يرتقى به الى الله ذي المعارج ، و ينتهي الى جنّة الذات الَّتي لا تعدلها جنة ، قوله عزّ من قائل : * ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) * .
و العلم حكمة و الحكمة جنّة قال رسول الله - صلَّى الله عليه و آله و سلَّم - : « أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و أنت يا عليّ بابها فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة و لا يتهدى إليها إلَّا من بابها » . و القرآن حكيم * ( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) * فالقرآن الناطق و هو الإنسان الكامل حكيم و جنّة . و الإنسان القرآني كتاب علَّيينيّ * ( إِنَّ كِتابَ الأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ، وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُه الْمُقَرَّبُونَ ) * ( المطففين 18 - 21 ) .
و قال الوصيّ الإمام عليّ عليه السلام : « اعلم أنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارق . . . » و الآيات القرآنية لها بطون لا تحصى ، قوله سبحانه : * ( كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه ) * و قوله الآخر : * ( وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) * .
و قد روى الخاص و العام ان قوله تعالى : * ( إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ من كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ) * إلى قوله : * ( وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) * نزلت في عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و جارية لهم تسمّى فضّة ، فقال سبحانه فيهم : * ( وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ) * ، و فسّره الامام جعفر بن محمد بقوله القويم : « أي يطهّرهم عن كلّ شيء سوى الله إذ لا طاهر من تدنّس بشيء من الأكوان إلَّا الله » . فانظر الى شأن غاية الحركة الإيجادية و الوجوديّة و معدن الحكمة فاطمة بنت رسول الله - صلوات الله عليها - ثم اقرأ و ارق .
فاعلم للشهود مراتب أولاها الرؤية البصيرية ، و ثانيتها الرؤية بالبصيرة في عالم الخيال ، و ثالثتها الرؤية بالبصر و البصيرة معا ، و رابعتها الإدراك الحقيقي للحقائق مجردة عن الصّور الحسّية ، ، إلى أن ينتهي الشهود الى ذروة التّوحيد الصّمديّ و يصير المرزوق بالشّهود من زمرة من * ( سَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ) * .
* ( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) * إن ما أشرنا إلى جلالة قدر وديعة الرّسول و عظم منزلة درّة التوحيد فاطمة البتول انموذج من عظموتها و بارقة من ملكوتها ، و كثرة أسمائها الحسنى

659

نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست