responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 657


التفريق بين أنبياء تشريع و بين أنبياء علم و سلوك - أعني بين النبوّة التشريعية و بين و النبوّة الإنبائية المقامية .
فمن رزق العروج إلى منزل الإحسان فله مقام المشاهدة و الكشف و العيان . و مقام المشاهدة مقام روحيّ من المقامات الخمس الَّتي للنفس و هي الظاهر و الباطن و القلب و الرّوح و السرّ ، كما تجدها في كلام سيّد الأوصياء الإمام عليّ المرتضى عليه السلام حيث قال : « اللَّهمّ نوّر ظاهري بطاعتك ، و باطني بمحبّتك ، و قلبي بمعرفتك ، و روحي بمشاهدتك ، و سرّي باستقلال اتصال حضرتك يا ذا الجلال و الإكرام » .
على أنّ النفس الإنسانية ليس لها مقام معلوم في الهويّة ، و لا لها درجة معينة في الوجود كسائر الموجودات الطبيعة و النفسية و العقلية التي كلّ منها له مقام معلوم ، بل النفس الانسانية ذات مقامات و درجات متفاوتة ، و لها نشأت سابقة و لاحقة ، و لها في كل مقام و عالم صورة أخرى .
و تدبّر ما نطقه القرآن الفرقان : * ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّه وَاسْتَوى آتَيْناه حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) * .
و للإحسان مراتب ثلاث : أولها أن تحسن إلى كلّ شيء و تنظر إلى الموجودات بنظر الرحمة و الشفقة و ثانيها العبادة بحضور تام كأنّ العابد يشاهد ربّه كما قال - صلَّى الله عليه و آله و سلَّم - « الإحسان أن تعبد الله كانّك تراه » و ثالثها برفع كأنّ - أي شهود الرّبّ مع كل شيء و في كلّ شيء - كما قال تعالى : * ( وَمن يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) * أي من هو مشاهد لله تعالى عند تسليم ذاته و قلبه إليه .
و النبوّة المقامية لا تختص بالرجال بل الرجال و النساء فيها سواء قوله سبحانه : * ( وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ) * . فما تظن بخامسة أصحاب من الذين أذهب الله عنهم الرجس .
تعبير كثير من الآيات و الروايات على التغليب كقوله تعالى شأنه في مريم سلام الله عليها : * ( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) * ، و قوله الآخر فيها : * ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِه وَكانَتْ من الْقانِتِينَ ) * فإذا استعدّت النفس الناطقة الانسانية سواء كانت نفس امرئ أو امرأة تتمثل لها صور الملكيّة و الملكوتيّة . قال سبحانه في مريم : * ( فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا ) * و مريم كفلها زكريا النبيّ عليه السلام ، و فاطمة كفّلها أشرف الأنبياء محمّد - صلَّى الله عليه و آله و سلَّم - و أمّها خديجة الكبرى التي أول

657

نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست