نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 655
على اللطيفة الرّبانية التي بهذا القلب الجسماني كذلك الكلام في ليلة القدر على الوجهين المذكورين و كم لهذا التمثيل من مثيل . القرآن الكريم يعبّر عنه في الصّحف الكافلة لتفسيره الأنفسي تارة بالكشف التامّ المحمّدي ، و أخرى بالكشف الأتمّ المحمّدي . و يجب التفريق بين إنزال القرآن و بين تنزيله فإنّ الأنزال دفعي و التنزيل تدريج قوله سبحانه : * ( إِنَّا أَنْزَلْناه في لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) * و قوله تعالى شأنه : * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ) * . و الإنزال كان في ليلة القدر ، و التنزيل كان بعد الأنزال نجوما في ثلاث و عشرين سنة . و القرآن سوره و آياته من الفاتحة الى الناس منسجم على صورته الإنزالية بلا زيادة و نقصان ، و التفوّه بالتحريف افتراء و بهتان . ثم اعلم أن القلب الذي هو خزينة الآيات القرآنية بحقائقها و بطونها فهو ليلة القدر ، و قد قالت زجاجة الوحي و ثمرة النّبوّة فاطمة العارفة بالأشياء : « الحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به و العمل له و الرغبة اليه و الطاعة لأمره . و الحمد لله الذي لم يجعلني جاحدة لشيء من كتابه و لا متحيّرة في شيء من امره . و الحمد لله الذي هداني الى دينه و لم يجعلني أعبد شيئا غيره . . . » فاعمل رويتك في قولها : « لم يجعلني جاحدة لشيء من كتابه » و قد روي عن النبيّ صلَّى الله عليه و آله : ما من حرف من حروف القرآن إلَّا و له سبعون ألف معنى « و في الأثر المقدم من أن » من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر » . و كما أنّ درّة التوحيد و وديعة المصطفى فاطمة سلام الله عليها كانت ليلة القدر و يوم الله كانت الكون الجامع و صاحبة القلب أيضا لأن كلّ انسان كامل كذلك . و الإنسان إنّما يكون صاحب القلب إذا تجلَّى له الغيب و انكشف له السرّ و ظهرت عنده حقيقة الأمر و تحقّق بالأنوار الإلهيّة و تقلَّب في الأطوار الرّبوبيّة لأن المرتبة القلبية هي الولادة الثانية المشار إليها بقول نبيّ الله عيسى روح الله - عليه السلام - « لن يلج ملكوت السّموات و الأرض من لم يولد مرّتين » . و كما كانت عقيلة الرّسالة و معدن الحكمة فاطمة بنت رسول الله - صلَّى الله عليه و آله و سلَّم - ليلة القدر و يوم الله و الكون الجامع ، كانت اسما من الله الحسنى أيضا و كلمة من كلماته العليا كما قال الامام ابو عبد الله الصادق عليه السلام في قول الله عزّ و جلّ * ( وَلِلَّه الأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوه بِها ) * : « نحن و الله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلَّا بمعرفتنا » .
655
نام کتاب : ممد الهمم در شرح فصوص الحكم ( فارسي ) نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 655