responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 83


ضابط شريف يحوى على عدة اسرار وفوائد كل ما أدركته بعلمك ولم ينته نظرك فيه إلى ادراك ما ورائه - سواء غايره مغايرة الصورة لمعناها أو روحها - أو مغايرة الوجود للحقيقة المتصفة به أو لم يغايره ، فإنك ما أدركته حق الادراك التام ، ومتى أوجب لك إدراكك له أو رؤيتك إياه التعدي إلى ما ورائه ، فحينئذ يصح ان يقال انك أدركته أو رأيته رؤية تامة حقيقية أحاطية ، لأنه ما من شئ من المدركات الظاهرة والباطنة الا ويوجب النظر فيه - مشاهدة وعلما - الانتهاء [1] إلى ما ورائه ، حتى النظر في الحق تعالى - إذا كان الناظر تام النظر أو تام الكشف - هو بهذه المثابة ، فإنه ما لم يتعد نظرك ما علمت ، وأدركت من الحق إلى ما ورائه ، لم يتحقق [2] سر ليس وراء الله مرمى لرام ، وان [3] ليس بعد الوجود المحض الذي هو الخير الا عدم متوهم في المقابلة يحكم عليه بأنه الشر والضد للوجود ، ولم [4] تعلم أيضا ان الحق لا يحاط به علما وان [5] نسبة ما تعين لك أو لغيرك نسبة المتناهى إلى غير المتناهى ، ونسبة المقيد المنضبط إلى الامر المطلق الذي لا ينضبط . وهذا أصل كبير يعسر فهمه ابتداء ، الا لمن كحل الله بصيرته بنور تجليه ، فإنه من سر المطلع الذي لا يخلو شئ عن حكمه .
وتعلم من هذا الذوق ان الشخص متى حقق النظر كشفا أو عقلا في كل موجود مقيد ، انتهى به الامر - إذا كان تام الادراك - ان يعلم من قيده اطلاق الحق سبحانه وتعالى مع كشفه انه مجلي من مجاليه ومظهر له وظاهر به أيضا ، وكذلك يعرف من كل ما ينطبق



[1] - مفعول يوجب - ش
[2] - أي لم يعلم - ش
[3] - عطف على ليس - ش - مرمى وان - م - ك
[4] - عطف على لم يتحقق - ش
[5] - عطف على أن الحق - ش

83

نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست