اجزائه المفروضة كنسبة الزمان الذي هو [1] صورته إلى الزمانيات وعالم الدنيا . 72 - 3 وكذا الشأن [2] الإلهي يتجدد في كل آن كما قال تعالى : كل يوم هو في شأن ( 29 - الرحمن ) أي كل آن ، وذلك لان العالم مفتقر في كل نفس إلى أن يمده الحق بالوجود الذي به بقاء عينه ، والا فالعدم يطلب كل ممكن بحكم النسبة العدمية الامكانية ، فلا بد من حكم ترجيح الجمعي الاحدى المقتضى للبقاء في كل نفس . 73 - 3 فبحكم هذين [3] الأصلين ينبغي ان يتجدد صفة الوجود واضافته [4] كل آن كما قال تعالى : بل هم في لبس من خلق جديد ( 15 - ق ) لان اجزاء الدهر والزمان لا يتكرر ، فكذا ما بهما [5] يتعين ويتجدد ، وعليه مبنى قول الشيخ الكبير رضي الله عنه : انما الكون خيال وهو حق في الحقيقة كل من يعرف هذا حاز اسرار الطريقة 74 - 3 تأنيسه من بعض الوجوه [6] : ان الاثنين لا يتحدان وكذا المثلان لا يجتمعان ، لان الحقيقة المتحدة ان خلعت إحدى الصورتين فلا اثنينية ، والا فما به تعددهما ينافي الاتحاد والاجتماع المراد . 75 - 3 فان قلت : فكيف قال الشيخ في الهادية : إذا شاء الحق تعالى بسابق عنايته ان يطلع من اختار من عبيده على حقائق الأشياء على نحو تعينها في علمه ، جذبه إليه بمعراج روحاني فيشاهد انسلاخ نفسه عن بدنه وترقيه في مراتب العقول والنفوس ، متحدا بكل عقل ونفس طبقة بعد طبقة اتحادا يفيده الانسلاخ عن جملة من احكامه الجزئية واحكامه الامكانية في كل مقام حتى يتحد بالنفس الكلية ثم بالعقل الأول - ان كمل معراجه - فيظهر مع جميع لوازم ماهيته من حيث امكاناتها النسبية ما عدا حكما واحدا هو معقولية
[1] - أي صورة الدهر ومظهره - ش [2] - هذا تأييد اخر غير السابق ، فايد الشارح المحقق الأصل المذكور بتأييدين : أحدهما من جهة الدهر وثانيهما من جهة الشأن - ش [3] - أي الدهر والشأن الإلهي - ش [4] - بالرفع عطف على صفة الوجود - ش [5] - بها - ن - ع - ل أي باجزاء الزمان والدهر ، وفي نسخة منها أي بالزمان والدهر - ش [6] - أي من وجه عدم خلع الحقيقة المتحدة إحدى الصورتين مع الحكم بالاتحاد ، تدبر - ش