العمائية عالم المثال ثم عالم التهيم ثم القلم الاعلى ، فذلك - والله أعلم - باعتبار تقدمه في الجمعية [1] وكونه صورة حضرة العماء ومرتبة الانسان الكامل الذي به يتعين الأولية كالأخرية - لا بحسب الوجود - إذ بحسبه عالم التهيم [2] مع العقل الأول ، وعالم المثال بعد عالم الأرواح [3] .
[1] - قوله : فذلك والله أعلم . . . إلى اخره ، أقول : يمكن ان يكون مراده من الحضرة العمائية مقام الواحدية كما هو أحد الاحتمالات منها ، وعلى هذا يكون عالم المثال مقام المشيئة والفيض المنبسط العام ، فإنه برزخ البرازخ وهو مقام الانسان الكامل الحائز بين الخصلتين والجامع بين المقامين ، تدبر - خ - مرتبة في الجمعية والشمول من جهة كونه - ل [2] - قوله : إذ بحسبه عالم التهيم : المشهور ان المهيمة في مرتبة العقل الأول والقلم الاعلى ، ومرادهم اما في رتبة الايجاد والوجود حتى يكونا في عرض الاخر وفي وصف واحد وجودا ، كما هو ظاهر العبارة - ويلوح من كلام الشيخ أيضا فيما سيأتي في الفصل الثاني من التمهيد الجملي - حيث قال بعد تقسيم المراتب الوجودية والأعيان بحسبها بالقسمة الأولية إلى قسمين وذكر القسم الأول الذي لا حكم للامكان إليه الا من وجه واحد ، أي من جهة حقيقة الامكانية ، ولا يوقف بقوله : الموجد من وجوده واتصافه على شرط غير ممكن وهذا القسم له الأولية الوجودية في مرتبة الايجاد والقرب التام أيضا في حضرة أحديته ، أولا واسطة بينه وبين ربه ، ويختص بهذه المرتبة القلم الاعلى والملائكة المهيمة ، انتهى . واما في عدم الوساطة بينهما وبين الحق فيكون المهيمة من حيث عدم الوساطة بينهم وبينه سبحانه وتعالى في مرتبة القلم الاعلى ، وإن كانت المهيمة في مرتبة الايجاد والوجود متقدمة على العقل الأول - كما صرح وحكم الشيخ بالتقدم في مواضع من التفسير والشارح أيضا صرح في غير موضع - بان المراد يكون المهيمة في مرتبة العقل الأول هو الاعتبار الثاني إلى عدم الواسطة بينهما وبين الحق . قال الشيخ في تفسير الفاتحة : ان أول المراتب والاعتبارات العرفانية غيب هوية الحق والاطلاق الصرف عن القيد والاطلاق وعن كل ما يتصور ويعقل ويفرض بأي وجه يصور أو يعقل فرض ، وليس لهذا المقام لسان ، وغاية التنبيه عليه هذا ومثله تم اعتبار علمه نفسه بنفسه وكونه ، هو لنفسه هو فحسب من غير تعقل تعلق أو اعتبار حكم أو تعين ما عدا هذا الاعتبار الثاني ويليه مرتبة شهوده سبحانه نفسه بنفسه في مرتبة ظاهريته الأولى بأسمائه الأصلية ، وذلك أول مراتب الظهور بالنسبة إلى الغيب الذاتي المطلق وجميع ما مر ذكره من التعينات إلى تناهى تعينات الظاهر بنفسه لنفسه على النحو المشار إليه قبل ان يظهر للغير عين أو يبدو ويظهر لمرتبته حكم ، فافهم . ثم نقول : وتلي ما ذكرنا مرتبة شهود الظاهر نفسه في مرتبة سواء من غير أن يدرك ذلك الغير نفسه وما ظهر من الامر به أوله لقرب نسبته إلى هذه ممن امتاز عنه وكغلبة حكم الغيب المطلق والتجلي الوحداني المذكور عليه ، وهذا صفة المهيمن في جلال الحق . ثم ظهر حكم تعلق الإرادة بنسبتي التفصيل والتدبير لإيجاد عالم التدوين والتسطير وابراز الكلمات الإلهية التي هي مظاهر نوره وملابس نسب علمه ومرائي أسمائه ، فكان ثمرة هذا التعلق الإرادي شهود الظاهر نفسه في مرتبة الغير الممتاز عنه في الشهادة الأولى ليظهر حكم الغيب في كل نسبة ظهر تعينها بحسب ثبوتها في العلم فيدرك بهذا التجلي عينه ومن امتاز عنه وما امتاز به عن غيره . ثم قال بعد بيان سر عزيز وضابط شريف : وإذا تقرر هذا فلنعد إلى ما كنا فيه من سر الترتيب الايجادي ، فانسحب حكم التوجه الإلهي الاحدى الايجاد عالم التدوين والتسطير على الأعيان الثابتة بعد ظهور الأرواح المهيمة التي مر حديثها منصبغا بحكم كل ما حواه الغيب مما تعين به وامتاز عنه - [3] - لكونه برزخا بينه وبين عالم الأرواح ( الأشباح ) كما قال في شرح الحدث ان تعينه في عالم الأشباح ( الأرواح ) - ل