أردناه ان نقول له كن فيكون ( 40 - النحل ) فلا تقتضى الوجود ، بل الثبوت في علم الله المصحح للخطاب معه ، وهو نوع من الوجود لكن بالنسبة إلى العالم ، لا بالنسبة إلى ذلك الشئ في نفسه - كذا حققه الشيخ في النفحات . والحق ان المستحيل داخل في دائرة هذا الثبوت ، فضلا عن المعدومات الممكنة دون الوجود [1] في نفسه ، فليس هذا ما يقوله المعتزلة بان الممكنات المعدومة ثابتة في أنفسها من غير الوجود ، فإنه باطل قطعا ، إذ لا واسطة بين الوجود والعدم [2] ، تفريعه : ان أول مخلوق حيث لا واسطة بينه وبين خالقه يدوم بدوامه هو القلم الاعلى . 11 - 3 قال الشيخ قدس سره في النفحات : حقيقة القلم الاعلى المسمى بالعقل الأول عبارة عن المعنى الجامع لمعاني التعينات الامكانية التي قصد الحق افرازها من بين الممكنات الغير المتناهية ، ونقشها على ظاهر صفحة النور الوجودي بالحركة الغيبية الإرادية وبموجب الحكم العلمي الذاتي . 12 - 3 واما الثاني وهو المقتضى بشرط زائد ، فيدوم بحسب دوام الشرط ، سواء كان ذلك الشرط واحدا - كما أن طبيعة [3] كل عنصر تقتضى الحركة إلى المركز بشرط خروجه عنه
- فيه وليس هنا موقع تحقيقه وتفصيله وبسطه وسيأتى الكلام في ذلك ، فظهر مما ذكر وجه استناد الاختيارات الثلاثة إلى الحق تعالى ، أحدها من حيث ذاته العينية ووحدته الصرفة ، وثانيها من حيث مرتبة الإلهية ومن حيث الأسماء والصفات ومقتضى الكمال الأسمائي ، وثالثها من حيث التجلي في المهالك المملكة الغير المحولة ونسبتها إلى نوره الوجودي . وانما أطنبت الكلام في المقام لكونه من مزالق العقول والأوهام ومحل اختلاف الأفاضل العظام ، والتوفيق من الموفق العلام . - ش [1] - أي الوجود في نفسه غير داخل في دائرة الثبوت العلمي والحضرة العلم ، إذ المراد ان المستحيل غير داخل في دائرة الوجود في نفسه ، بل هو داخل في دائرة الثبوت العلمي فقط ، وله صورة علمية وعين ثابتة ولكن يمتنع وجوده في الخارج لأجل كونه من لوازم الاسم الباطن وصورته هاربا عن الظاهر ، فليس المراد من المستحيل ما هو باطل الذات غير منفرد الحقيقة والماهية ، كشريك البارئ واجتماع النقيضين ولظاهرهما ليس صورة علمية مستقلة ، تدبر - ش [2] - هذا التعليل عليل ، فان القول بثبوت الماهيات غير القول بالواسطة بين الوجود والعدم التي يعبرون عنها بالحال ، والجواب عن قولهم هو ما ذكره الحكماء من أن ما ليس موجودا يكون ليسا صرفا إلى غير ذلك - خ [3] - أي طبيعة كل عنصر مع اقتضائه الحركة إلى مركزه المعين لأجل اقتضائه الشرط الخروج عنه ، فليس المراد من المركز مركز العالم والأرض حتى يقال : إن هذا غير صحيح ، لان من المعلوم عدم اقتضاء كل عنصر ذلك المركز ، فالصواب ان يقال إلى حيزه ، تدبر - ش