responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 584


1084 - 4 ثم نقول في بسط تقسيم العلم : ان العلم لا بد له من متعلق ، فمتعلقه اما ما ليس لنا فيه اثر وجودي ، وهو الذي ليس غايته العمل ، ولكن يستلزم عملا كعلمنا بالوجود ووحدته وامكان العالم والكلية والجزئية وغير ذلك من المعقولات الثانية ، واما ما لنا فيه اثر وجودي ، وهو الذي غايته العمل ، وهذا اما ان يراد لا لنفسه ، كالاحكام الإلهية والتكاليف الشرعية أمرا ونهيا وعلم الأخلاق على اختلاف صورها ، فإنه ليرتكب منها ما يجب أو ينبغي ارتكابه ويجتنب ما ينبغي أو يجب اجتنابه ، فهذا يراد لكونه وسيلة إلى ما هو أشرف منه ، والأول يراد لذاته ولمتعلقه وهو الحق سبحانه وحقائق أسمائه وصفاته العزيزة .
1085 - 4 ثم نقول في تتميم تقسيم العلم بحيث لا يخرج عنه علم ما على كل تقدير : ان متعلق العالم اما أمر واجب حصوله في المادة - أي الجسمانية - أو ممتنع ذلك فيه ، أو جائز فيه الأمران ، والأول اما واجب الحصول في أي مادة كانت من غير تعيين أو في مادة معينة ، فالمختص بمطلق المادة العلم المتعلق بالمقادير وهو المسمى عند علماء الرسوم بالرياضي والمشترط فيه تعين المادة بعلم الطبيعي ، والممتنع حصوله في المادة هو متعلق الإلهي ، والذي يدرك تارة في المادة وتارة مجردا عنها هو علم الأسماء الإلهية والحقائق الكلية ، كالعلم والقدرة والوحدة والكثرة وغيرها ، فإنها توجد تارة في المجردات واخرى في المواد الجسمانية ، وهى بما هي غنية عن كل منهما والا لما وجد مع الأخرى .
1086 - 4 فان قلت : هذه الثلاثة أقسام العلم النظري ، أي الذي ليس غايته العمل كما ذكره أهل النظر ، فكيف لا يخرج عن هذا التقسيم علم ما ؟
1087 - 4 قلت : لما انحصر المعلوم في المادي والمجرد ، كان كل علم متعلقا بهما و باحكامهما ، سواء كان غايته العمل أولا ، فالعبادات لكونها تعظيم الحق ، والأخلاق لكونها تهذيب النفس من الإلهيات الباحثة عن أحوال المجردات ، والمعاملات والمزاجر لتعلقهما بالمعاشرة الجسمانية من فروع الطبيعيات .

584

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 584
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست