إلى عين الحق ، وما ورد : كلتا يديه يمين مباركة ، فصحيح أدبا وتحقيقا من حيث اضافتهما إليه - لا من حيث اثرهما - 935 - 4 والسجين العالم السفلى ، والعليون العالم العلوي ، ولهاتين اليدين فصول وأصول . كذا قال ، وسنستوفي نقل تمامها إن شاء الله تعالى 936 - 4 ثم نقول : اعلم أن لهذه الأصول السابقة تتمات يتعذر افشائها الا لمن رسخ قدمه في مقامات التحقيق ، خوفا من أمور مضرة كالفتور عن التعبد وتعظيم المراتب الوجودية أو الانقطاع عنهما بالكلية ، للنظر إلى الوجود بعين الأحدية والجهة الخاصة ، قولا بان لا تعدد في الذات فلا عبادة ، لاستدعائها العابد والمعبود ، فمن المكلف ؟ والعدم لا يؤمر ولا يتعبد ولا يصدر منه شئ ، فكل فعل من حركة وسكون فللحق بوجهه الخاص الشامل ، فيزول عنه احكام الحدود والرسوم والأجناس والفصول ، لكونها نسبا اعتبارية يختلف باختلاف الاعتبار ، لا أمورا ذاتية لا تختلف ، كما ذكر المنطقيون ان اللون يحتمل ان يكون كل واحد من الكليات الخمس بالنسب والاعتبارات ، وان الجنس الواحد طبيعي ومنطقي وعقلي باعتبارات ، وان العالي سافل باعتبار ، مثلا كون التجلي الاحدى انسانا انما هو بالنسبة إلى مرتبته التي هي نسبة معقولة ، وكل ما كان مترتبا على أمر نسى اعتباري يتبدل بتبدل الاعتبار ، فجاز ان لا يعتبر انسانا ، فلا يلزم خواص احكامه الشرعية أو العقلية ، وكذا النبوة والإمامة والامارة وسائر المراتب الشرعية والعقلية . 937 - 4 ولنشر إلى بعض ما ينتجه هذه الأصول المقتضية لأحدية الذات الفاعلة للكل باختياره الجازم بعد الإشارة إلى أصولها إشارة خفية ، ليستدل به المستبصر على عموم حكمها وغرائب ثمراتها بحسب الأحوال والمراتب والمواطن . 938 - 4 اما الأصول : فمنها ما مر ان لا وجود في الحقيقة للصور ، لأنها صور النسب العدمية ، ومعنى موجوديتها انتساب الوجود إليها ، فلا وجود الا للذات الأحدية والباقي نسبه وأحواله .