إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
860 - 4 ثم إن الفردية لما كانت شرطا في صحة الانتاج وتمامية صورته ، غاب الحقائق الأسمائية الأصلية المفصلة في التعين الثاني في صور مراتب أنفسها ، لتحصل الفردية في تمام الصور ، فكأنها لم تحصل في التعين الثاني ولم يسر في الوجود ، فبقى من الستة عشر اثنا عشر ، كأنها هي الساري الحكم في الوجود ، فتقدرت في العرش المحيط صورتها ، وكان اثنى عشر برجا اقساما معقولة يحملها اليوم أربعة املاك ينظر إليهم الحقائق الأربعة الأسمائية الإلهية المذكورة وينفذ بتلك الحملة اثار تلك الحقائق فيمن هو محل لها . 861 - 4 فظهر سر الستة عشر الساري الحكم في الوجود الخافية عن أكثر المدارك المحجوبة عن ادراك الحقائق - لا سيما الإلهية - فيظنون ان ليس كل ما يحويه العرش بحيث فيه كل شئ ، فإذا جاء الموطن المجسد للمعاني المجردة في القوالب التناسبية وهو عالم المثال الذي فيه الحشر وسائر مواعيد النبوة ، وقامت الحقائق الأسمائية الإلهية الحاملة للحملة صورا كارواحها ومظاهرها ، ظهر حينئذ سر العرش الشامل وحكمه العالم الكامل ، وحملته الثمانية التي بهم تنفذ اثارها المنبه لك السر على مرتبة خالقها الذي له الحكم في الموجودات والعوالم كلها ، لأنه إذا ظهر ان العرش بتلك الحيثية من نسبته العامة إلى كل ما يحويه بالحكم ، فخالقه بالطريق الأولى تبارك الله رب العالمين . 862 - 4 واما حملته الأربعة اليوم : فقد مر ان الشيخ الكبير رضي الله عنه قال : إن الواحد على صورة إسرافيل والثاني على صورة ميكائيل والثالث على صورة جبرائيل والرابع على صورة رضوان ، وانها صور مقاماتهم لانشاءاتهم . وفي شرح الفرغاني ان الرابع عزرائيل . 863 - 4 واما الأربعة المضافة إليها يوم القيامة : فإلى إسرافيل آدم عليه السلام للصور ، وإلى ميكائيل إبراهيم عليه السلام للارزاق ، وإلى جبرائيل محمد صلى الله عليه وآله للأرواح ، وإلى رضوان مالك للوعد والوعيد ، كذا نقله الشيخ الكبير رضي الله عنه عن ابن مسرة الجبلي وقد مر غير مرة .