سر الوجود باعتباري الغنى والتعلق ، صح للقمر وثبت له عدة أحوال ظهر بها سر ارتباط الخليفة الكامل به ، وذلك من وجوه : 832 - 4 الأول : جمعه بين الامرين المتغايرين : 833 - 4 اما أولا فبين الظلمة الذاتية والنور العارض ، حتى صار نورا لعدم مخالطته الجسم لاضياء - كما في الشمس - أو بين ظلمة النصف الغير المقابل ونور النصف المقابل لها . 834 - 4 واما ثانيا : فبين اللطف الحاصل بالاستنارة العارضة والكثافة الحاصلة بالظلمة الذاتية . 835 - 4 واما ثالثا : فبقبول النقص في الاستنارة والزيادة فيها في المرآتين المثبتتين على البعد والقرب من الشمس كما علم ، فذلك نظير ما للكامل من قوله تارة : انا بشر مثلكم وأنتم اعلم بأمور دنياكم ، وقوله : ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم ( 9 - الأحقاف ) مع أنه كان على بصيرة من ربه وقال : أيكم مثلي ؟ أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني ، ولا ينام قلبي ، وأخبر عن طلائع المهدي عليه السلام وغير ذلك ، وذلك لتردده بين ملاحظة رجوع التعددات إلى أحدية الذات وملاحظة ظهوره في تلك التعينات . 836 - 4 وسيجئ من كلام النفحات : ان كل شئ لا يخلو جمعا وتفصيلا عن التلبس بهذين الحكمين ، فلا ينحصر الامر في تعظيم ولا تحقير ولا ترك ولا تخيير ولا تعريف ولا تنكير ، بل الكل ثمة وما ثمة كل . هذا كلامه . 837 - 4 وأيضا نظير ما للكامل المتروحن ان يظهر بصور مختلفة في آن واحد وآنات متعددة ، كما يروى عن أبي الفتح الموصلي المشهور بقضيب البان من أنه يرى في وقت واحد في أطراف الميدان مشغولا في كل موضع بشغل آخر . 838 - 4 الثاني : ما صح له ان ينصبغ بسرعة الحركة ، لما مر ان تنوره وتنويره نظير قبول فيض الألوهية واظهار احكامها ، وشأن ذلك ان يكون على أسرع ما يتصور من وجوه الوسع والامكان ، فكان حركته أسرع الحركات ، فذلك نظير ما للكامل المتروحن ان