780 - 4 ولا يتوهم منافاة بين هذين الوصفين ، لان نسبة الحركة إلى الأسماء باعتبار محلها المعنوي وهو الصفات والمراتب ، ونسبتها إلى الذات باعتبار المتصف وصاحب المرتبة وهو التجلي الاحدى ، وينكشف حق الانكشاف بتصور ما سلف مرارا ان الحق سبحانه حين الحكم عليه باحكام التعين إحدى غير متعين في نفسه ، وذاته احاطية ، لان جميع المراتب والاعتبارات والتعينات الأسمائية نسب ذاته الواحد الاحد ، فيكون جامعا لها ، إلى المرتبة الثانية الإلهية التي النفس الرحماني فيها منعوت بالعماء ، لكن من حيث التفصيل ، كما هي المرتبة الانسانية الكمالية من حيث الاجمال ، والعماء قد ينعت به المرتبة وقد ينعت به النفس الرحماني من حيثها ، والأول هو الموافق للفظ الحديث . 781 - 4 ثم إلى مرتبة القلمية العقلية ، وفيه جمع بين الاسمين في الاصطلاحين لمسمى واحد ، ولم يذكر عالم التهيم هنا لعدم توسطه في نزول الامر ، إذ ليس هو من عالم التدوين والتسطير ، أو لأنه من حيث عدم الواسطة بينه وبين موجده يكون في المرتبة القلمية ، وان حكم في التفسير بتقدمه باعتبار بساطة العلم فيهم ، وهو العلم بموجدهم فقط . 782 - 4 ثم إلى مرتبة اللوحية النفسية لكونها تفصيل المرتبة القلمية . 783 - 4 وهكذا ينزل بالحركة الغيبية إلى مرتبة الطبيعة ثم إلى الجسم الكل الظاهر في العرش ثم إلى الكرسي ثم إلى السماوات إلى العناصر إلى المولدات حتى يصل بالانسان . 784 - 4 فان قلت : كان العناصر في ترتيب الايجاد متقدمة على السماوات فكيف تأخرت في ترتيب نزول الامر عنها ؟ 785 - 4 قلنا : لان ترتيب نزول الامر بعد استواء الوجود واستقراره وكون اجزاء العالم مفروغا عنها ، ليس بعينه ترتيب الايجاد ، فقد قال تعالى : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ( 29 - البقرة ) وقال : ثم استوى إلى السماء وهى دخان . . . الآية ( 11 - فصلت ) نعم قد دحو الأرض بعد تسوية السماوات كما قال تعالى : رفع سمكها فسواها . . . إلى أن قال : والأرض بعد ذلك دحاها ( 28 - 30 - النازعات )