إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
التي هي مفاتيح الغيب الوجودي والكنز الجودي والمعينة بذواتها واحكامها خصوصية كل ما ينسب إلى الجناب الرباني والمقام الامكاني ، إذ ليس أمر ثالث غير حضرة الوجوب والامكان ينسب إليه ما ذكرنا - تم كلامه - 635 - 4 وانما قلنا : بواسطة ما ذكر من المراتب الأسمائية والمظاهر الامكانية ، فاما لانتساب التأثير ظاهرا إلى المظاهر الروحانية أو الطبيعية من حيث السبب العادي أو من حيث الشرطية في الاعداد ، ومن حيث خصوصية مظهرية الحق بعد تأثيرها حقيقة في الظهور ، واما لانتساب خصوصية الأثر وتعينه إليها دون ظهوره ، واما لانتساب ظهور الأثر إلى التجلي الاحدى الظاهر في مظهريته - وهذا هو الحق كما مر - 636 - 4 وانما قلنا : مضافا إلى ذلك المذكور تأثير حركة العرش الظاهرة ، أي الحسية - لما سيجئ - وروحه ، وهو العقل الأول - كما مر في كلام الجندي - وصورته المثالية المظهرية ، لما مر ان الأرواح العالية تؤثر من حيث مظاهرها المثالية في تعين الأجسام البسيطة ، فللمظاهر مدخل في ذلك أو صورته الجسمية ، وكل ذلك لما مر في مفتاح الغيب : ان مظهر قدرة الحق وآلة حكمته في فعله نسبته ، ومحل ظهور سر القبض والبسط والابداء والاخفاء والكشف والحجاب الصوري النسبي الذي به يفعل ما ذكر - لا مطلقا - هو العرش المجيد . هذا كلامه . 637 - 4 ولا علينا ان نذكر لايضاح اسراره من القواعد الاشراقية عدة تصلح عدة لا نفاس محجوبة ، عسى ان تذكر اذواقها مدة . 638 - 4 القاعدة الأولى : ما مر ان الحق سبحانه من حيث حبه الأصلي لتجليه الكمالي الأسمائي لا سيما من حيث جوده الذاتي أيضا يقتضى ظهور الأثر عنه ، ولا ينتج هذه المقدمة الواحدة الا إذا انضم إليه الطلب القابلي بلسان الاستعداد الحالي ، وهذا ما يقال : إن الاشراق للنور ذاتي دائم الحصول منه على كل قابل حسب قابليته ، وامر الكون انما ينتظم بان يكون لكل علة نورية بالنسبة إلى المعلول محبة وقهرا وللمعلول بالنسبة إليها محبة وذلا .