480 - 4 ولا يرد أيضا اقصى ما تمسك به نفاة المثل الخيالية بان الأوضاع الخيالية غير الأوضاع الحسية ، فإنها لقربها من الغيب والعالم الروحاني - لكون كل خيال جدولا من بحر المثال المطلق - تمثل احكامها إلى احكامه . 481 - 4 ثم أقول : فهذه الأصول الثابت كل في موضعه تكفى في إثبات قسمي المثل . قال صاحب الاشراق : وأكثر إشارات الأنبياء وأساطين الحكمة إلى هذا ، وأفلاطون ومن قبله مثل سقراط ومن سبقه مثل هرمس واغاثاذيمون وانباذ قلس كلهم يرون هذا الرأي وأكثرهم صرحوا بأنهم شاهدوها في عالم النور ، وكذا حكماء الفرس والهند قاطبة . وإذا اعتبر رصد شخص أو شخصين في أمور فلكية ، فكيف لا يعتبر قول أساطين الحكمة والنبوة على شئ شاهدوه في ارصادهم الروحانية ؟ 482 - 4 هذا في المثل المعقولة التي هي الذوات الكلية الموجودة المجردة عن المادة الجسمية والوضع وعن التصور العقلي . 483 - 4 اما الكلام في المثل الخيالية ، فهي صور جسم أو جسماني موجودة خارج جميع القوى الادراكية مجردة عن المادة تجريدا ناقصا كتجريد الصور الخيالية ، ومثال الجسم جوهر ومثال الجسماني عرض قائم بمثال الجسم ، ويمكن ان يكون جوهرا قائما بنفسه كصور الأعمال والأخلاق وعرضه من أدنى طبقات النفوس إلى أعلى طبقات الأجسام ويسمى في الشرع بالبرزخ ، وله طبقات متناهية مختلفة متصاعدة إلى الألطف فالألطف ، لكل طبقة اشخاص لا يتناهى مع تناهى المترتبات العقلية لاحتياجها إلى علل عقلية ، وإن كان اثارها الحاصلة بالفيض الثاني على حسب الاستعدادات في الأدوار الغير المتناهية دنيا وآخرة لا يتناهى ، لكن لعدم ترتب تلك الأشباح وعدم تركب بعد غير متناه منها ، جاز كونها غير متناهية . 484 - 4 وعجائب هذا العالم لا تحصى ، وفيه تظهر أبدان المتألهة المتروحنة في مواضع