79 - 2 واما تصديقات ، هي المقدمات التي بها يعلم ، لأنها يتوسط في التصديق كما في الثبوت - كمبادئ علمنا - وهى أسماء الذات في طور الكشف للكمل ، أو التحقيق التفصيلي كما هي في نظر العارفين من الأبرار من خلف حجاب الآثار ، فإنهم علموها من الآثار ، لا بالعكس كما سنشير إلى جهته ، فكونها مبادى بالنسبة إلى الكمل ظاهر ، لان كشفهم بالتوابع تبع الكشف بالمتبوعات - كما علم في أوائل تفسير الفاتحة - واما بالنسبة إلى العارفين : فبعد تحققهم بالعرفان مثلا إذا حققوا من كمال الصانع ، فيظهر انه عالم بالعالم من الوجه الأكمل الأتم ، حصل لهم منه انه عالم بالجزئيات على وجه جزئي ، فهو ثمرة مطلق العلم في طور التحقيق أو صفته ومشموله ، والحصول التام الكامل للأصل والموصوف والشامل يستلزم حصول فروعه وصفته ومشموله ، إذ لا نعنى بالتمامية الا إحاطة الوجود . 2 ثم التصديقات التي هي المقدمات المسماة مع الحدود أوضاعا - أي موضوعات - منها يقينية ، نحو كل كمال مخلوق ففي خالقه موجود - بل أتم - لان الاثبات فرع الثبوت ، ولا ينتقض بالشمس ، فإنها تفيد الحرارة في المقابل ، مع أنها ليست بحارة ، لأنه ممنوع ، فان طبيعة السماوات السبع وكواكبها عندنا عنصرية ، وهذا أحد دلائله . 81 - 2 ومنها مسلمة ايمانا وعلى سبيل حسن الظن بالمخبر ، نحو : ان الله لا يظلم مثقال ذرة ( 40 - النساء ) : وان الله لا يضيع اجر المحسنين ( 20 - التوبة ) مع أن العقل لا يحيل خلافه ، لأنه تصرف المالك في محض ملكه ، وتسمى أصولا موضوعة [1] . 82 - 2 ومنها مسلمة في الوقت إلى أن يتبين في موضع اخر ، وإن كان للسامع فيها
[1] - قوله : تسمى أصولا موضوعة ، منها مسلمة في الوقت إلى أن يتبين في موضوع آخر وإن كان للسامع فيها تردد إلى أن يتضح له لا ببرهان نظري أو فطرى الهى : أي : البرهان المركب من المقدمات الكشفية الالهامية المحققة كاكثر مسائل هذا الفن ، ويحتمل ان يكون المراد من الفطري ما حصل له باقتضاء حاله وصفاء استعداده بحسب تعمل وتوجه من جنبه ، ومن الإلهي ما حصل له بلا تعمل واستعداد غير مجعول ، بل بوجه خاص بينه وبين الحق لا يعرفه الا الكمل ( ف )