( 5 - الشورى ) فهذه الأربعة كليات قواهم وأجنحتهم ، واما جزئياتها المرادة بقوله : يزيد في الخلق ما يشاء ( 1 - الفاطر ) فغير محصورة . وما ورد في بعض الأخبار ان النبي صلى الله عليه وآله رأى جبرئيل وله ست مائة جناح ، فذلك مما زاد الله في خلقه إلى ما لا يتناهى - والله أعلم - هذا كلامه . 397 - 4 فان قلت : قال الشيخ الكبير رضي الله عنه في عقلة المستوفز : تجلى الحق بنفسه لنفسه بأنوار السبحات العالية من كونه عالما ومريدا ، فظهرت الأرواح المهيمة من الجلال والجمال ، وخلق في غيب الغيب المستور الذي لا يمكن كشفه لمخلوق العنصر الأعظم دفعة من غير ترتيب سببي أو على ، وما منهم روح يعرف ان ثمة سواه ، لاستيلاء سلطان الجلال عليه ، ثم إنه سبحانه أوجد دون هؤلاء الأرواح بتجل اخر أرواحا متحيزة في ارض بيضاء وهيمهم فيها بالتسبيح والتقديس لا يعرفون ان الله خلق سواهم ، ولاشتراكهم مع الأول في نعت الهيمان لم نفصل وقلنا : الأرواح المهيمة على الاطلاق ، وهذه الأرض خارجة عن عالم الطبيعة ، وسميت أرضا لنسبة مكانته ، ولا يجوز عليها الانحلال والتبدل أبد الآباد ، وللانسان في هذه الأرض مثال وله في الأرواح مثال اخر ، وهو في كل عالم على مثال ذلك العالم . 398 - 4 ولذلك العنصر الأعظم المخزون في غيب الغيب الذي هو أكمل موجود في العالم التفاتة إلى عالم التسطير ، فاوجد الله سبحانه عند تلك الالتفاتة العقل الأول ، فهو من حيث إنه علم نفسه وموجده - والعالم من عين علمه بموجده - عقل ، ومن حيث التسطير قلم ، ومن حيث التصرف روح ، ومن حيث الاستواء عرش ، ومن حيث الاحصاء امام مبين . 399 - 4 فامره الحق ان يجرى على اللوح بما قدره وقضاه مما كان من ايجاده وما فوق اللوح إلى أول موجود وإيجاد الأرواح المهيمة في جلال الله ، الذين لا يعرفون العقل ولا غيره