responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 398


369 - 4 وأقول : هنا استفادة من قول الشيخ الجندي : اعلم أن العالم في تركبه كالانسان ، لذا قيل له انسان كبير ، وللانسان : عالم صغير عند الجمهور وبالعكس عند المحققين ، فان الانسان مركب من جوهرين هما جسمه وروحه ، أحدهما - وهو الجسم - متحيز مظلم ثقيل منفعل متغير ، والاخر - وهو الروح - متصف بأضدادها ، نور من الحق يروح الأول عن ظلمته وكثافته وموته بحيوته الحقيقية وبساطته الوحدانية ، وبالجملة عن خصائصه العدمية ، ولا جامع بين هذين الجوهرين المتباينين غير الوجود الجوهري ، فاوجد الله تعالى من جوهر الروح جوهرا ثالثا هو في نفسه كالروح وله تعلق التعمير والتسخير بالجسم يسمى نفسا ناطقة ، وذلك لاشتماله على قوى وحقائق كثيرة ظهورها متوقف على ذلك التعلق ، فجعله الله تعالى واسطة رابطة بين الجوهرين لمناسبته إياهما بجهتي وحدته الاطلاقية الذاتية وكثرته النسبية ، فاوصل الفضائل الروحية القدسية الكمالية إلى الاخر .
370 - 4 فتعين روح الانسان من تجلى نفس الرحمان بحسب ماهيته القابلة وتعين نفسه من الروح النوراني بحسب مزاجه الجسماني ، وتدبيرها بحسب قوتيها العلمية والعملية اللتين هما ذاتيتان له ، فالأولى للعلم بمصالحه ومصالح بدنه ، والثانية للأعمال والصور ، فبعد تعينه في المزاج بحسبه وامتزاج القوى المزاجية البدنية بالقوى والحقائق النفسانية والتفاعل بينهما يحصل هيئة اجتماعية هي أحدية جمع حقائق الجوهرين وهى القلب ، ولا يحجبنك ما في زعم الفلاسفة ان الكمالات الروحانية والعقلية تفيض عليها في أول ابداعها بالفعل دفعة ، فإنه وهم ، فإنها لم تخرج عن حقائقها الامكانية ونسبها العدمية الطالبة بذاتها ، فدوامها لدوام التجلي الإلهي بالوجود بواسطة الروح الذي لا واسطة له ، فالقلب حقيقة جامعة بين الحقائق الجسمانية والروحانية والاحكام النفسانية ، فلذا استعد لقبول تجل الهى كمالي احاطي ثالث لا يمكن تعينه في التجلي الروحاني والجسماني على الانفراد ، فتجليه من الحضرة الإلهية الجمعية والتعين الأول ، ولذا اختص بالانسان .

398

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست