responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 358


203 - 4 ثم نقول : فالميل الأول المذكور للأسماء الذاتية المعبر عنه بالاقتضاء الاحدى في ذاته المتعدد بحسب مراتبه وقوابله هو الإرادة ، والتعلق الحاصل من النسبة الجامعة التي هي حضرة أحدية الجمع وحقيقة الحقائق الذي بها وبقوتها يظهر حكم الميل من إحداها في كلها - أعني حكم الاجتماع بين سائرها - هو المحبة الباعثة على الظهور ، المتعلقة بكمال الجلاء والاستجلاء ، المتوقف حصول هذا الكمال على العالم تفصيلا ، وظهور الانسان الكامل - المبين حاله في آخر الكتاب - مجملا بعد التفصيل .
204 - 4 والحاصل : ان اقتضاء الظهور باعتبار نسبته إلى إحدى الحقائق الأسمائية يسمى إرادة ، وباعتبار نسبته إلى الحقيقة الجامعة التي بقوتها يحصل ذلك ويتعلق بكمال الجلاء والاستجلاء ، يسمى محبة أزلية ، والاقتضاء في ذاته أمر واحد هو الوصلة الرابطة بين التجلي الأول الكمالي الذاتي وبين التجلي الثاني الكمالي الأسمائي المنبعث منه على ما مر وعلى هذا .
205 - 4 وهذا الاقتضاء والطلب والميل هو المنبه عليه في سر الأولية ب‌ ( أحببت ان اعرف فخلقت الخلق لأعرف ) لان المحبة لا تتعلق بموجود أصلا ، لاستحالة طلب الحاصل ، بل بكمال لم يظهر قبل الخلق - كظهوره بعده - وهذه المعرفة الذاتية أو الأسمائية هي الظهور المعبر عنه بالعبادة في قوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ( 56 - الذاريات ) أي ليعرفوني ، أي ليوحدوني .
206 - 4 والتحقيق فيه ما أشار إليه الشيخ قدس سره في تفسير إياك نعبد من أن للانسان عبادتين : إحداهما ذاتية مطلقة هي قبول شيئيته الثابتة المتميزة في علم الحق للوجود الأول من موجده وامتثاله للامر التكويني المتعين ب‌ ( كن ) ، وهذه العبادة مستمر الحكم من حال القبول الأول لا إلى أمد متناه ، فإنه من حيث عينه ومن حيث كل حال مفتقر إلى الوجود دائما ، لانتهاء مدة الوجود المقبول في النفس الثاني من زمان تعينه والحق ممده بوجوده المطلق كما أشار إليه بقوله تعالى : بل هم في لبس من خلق جديد ( 15 - ق ) والانفاس من لوازم هذا القبول .

358

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست