إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
التعينات وفي كل مقام من المقامات الكلية لا نهاية لها . وفي التفسير : التركيبات الجزئية من الحروف الإلهية والانسانية لا تتناهى ، وانما يتناهى أصولها وكلياتها ، فنتائجها - أعني الصور والكلمات واحكامها اللازمة - لا نهاية لهما ، وإن كانت راجعة إلى أصول حاصرة ، كالأسماء الذاتية التي هي مفاتيح الغيب التي كلياتها الحضرات الخمس كما مر ، وإلى أمهات متناهية ، كالأمهات السبعة لأسماء الألوهية التي هي سدنة الأسماء الذاتية وظلالاتها . 177 - 4 فحاصل الكلام : ان الامر الذي يدور عليه ظهور التجلي الذاتي الاحدى في صور التعينات اما اجتماع عدة معان - وهو في التركيب المعنوي - واما اجتماع اجزاء جسمانية - وهو في التركيب المادي - أو حقائق وقوى روحانية نورانية أو مثالية هو في الشبيه بالمادي ، كل من ذلك على نحو خاص لم يكن من قبل ليحدث الظهور بحدوث التركيب كما مر . 178 - 4 فان قلت : قول الشيخ قدس سره في المفتاح والتفسير لم يكن قبل مشعر بان لكل تركيب عدما سابقا وأن يكون كل تركيب حادثا مسبوقا بالعدم ، سواء قيل بأنه سبق زماني ويفسر الزمان بصورة النسبة الامتدادية المعتبرة صفة للوجود الحق المسماة دهرا أو بمتجدد بقدرته ، أو لم يقل بأنه زماني بل ذاتي ، كتقدم بعض اجزاء الزمان على بعض ، وفي ذلك شبه : 179 - 4 الأولى لزوم تعطيل الصفات وهو عدم تعلقها بالفعل لعدم متعلقها ، وقد أسلفنا فيما مر عن قريب من كلام النفحات ان التعطيل محال . 180 - 4 الثانية ما مر في الأصول ان التأثير إذا لم يتوقف على شرط يدوم الأثر بدوام المؤثر ، وان توقف فيدوم بحسب دوام الشرط ، فالقلم الاعلى لكونه اثرا للحق بلا واسطة كوني يدوم بدوام الحق ، وكذا ما يكون شرط وجوده هذا الدائم أو لازمه الدائم وهلم جرا إلى أن تتوسط الحركة الدائمة بنوعها الحادثة باجزائها ، وقد مر . 181 - 4 الثالثة ما مر ان المتضايفين كالرب والمربوب والاله والمألوه متكافئان من حيث الإضافة تعقلا ووجودا ، فكيف التوفيق بين هذه الأصول وكيف يتطابق ما هنا وما سبق في الفصول ؟