إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
كما مر ان هذا السر لو ارتفع ارتفعت الألوهية ، وعلم أيضا انها واحدة ، فتبين بذلك ان متعلق طلبنا من حيث نحن عاجزون عن الإحاطة ليس كنه ذاته . 887 - 3 قال الشيخ قدس سره في أقسام حيرة الكمل من آخر التفسير : وعن كنه ربك فلا تسأل ، فقد منعت الخوض فيه وأويست فلا تطل ، فسر بعد أو الق عصى التسيار - فما بعد العشية من عرار - بل غاية ما نطلبه إذا وفقنا بعد معرفة نسبة مألوهيتنا من إلوهيته الجامعة للأسماء ومعرفة حكمها فينا بنسبها المعبر عنها بالأسماء . 888 - 3 وقال قدس سره في آخر التفسير : من الأشياء ما يحصى علما من حيث احكامه ومراتبه وصفاته ولا يشهد ولا يرى ، ومنها يشهد ويرى من حيث هو قابل للشهود ، ومن حيث تعلقه وتقيده بشؤونه المسماة باعتبار صفات وباعتبار أسماء ومراتب ونحو ذلك ، هذا مع تعذر الإحاطة به والحكم بالحصر عليه ، وحظنا من الحق سبحانه هذا القسم ، ولقد أحسن بعض التراجمة بقوله : وجد العيان سناك تحقيقا ولم * * تحط العقول بكنهه تصحيحا 889 - 3 هذا كلامه . فالمعرفة الأولى [1] معرفة كيفية ارتباط العالم المألوه بموجده الاله ، والثانية [2] معرفة ارتباط موجده به ، الذين لم يحصل شئ منهما الا من نسبة تجليه الوجودي المنبسط على أعيان المكونات ، المسمى بالوجود العام والفيض الوجودي الإلهي ، فبنوره حصل للاعيان الانصياع المسمى [3] بالوجود الإضافي ، وانما قلنا : لا يحصل الارتباطان الا منها [4] ، لاستحالة حصول غير ذلك [5] من الحق سبحانه ، أي من حيث هو وجوده كما مر غير مرة وكما سيجئ في مباحث الخاتمة عند الجواب عن سؤال القائل : هل أستعين به [6] من حيث عينه أو مرتبته أو استعان هو من حيث هما ، وهل
[1] - وهى معرفة نسبة مألوهيتنا من إلوهيته الجامعة للأسماء - ش [2] - أي معرفة حكمها فينا بنسبها المعبر عنه بالأسماء - ش [3] - صفة الانصياع - ش [4] - أي من نسبة تجليه الوجودي - ش [5] - أي التجلي الوجودي ، والمراد من الغير هو خصوص التعين - ش [6] - أي بالانسان - ش