إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
797 - 3 ثم من ثمرات إحاطة هذه الأسماء كونها في القديم قديمة وفي الحادث حادثة وفي المتناهى متناهية وفي المتحيز متحيزة وبالخلاف في مقابلاتها . وعلى هذا ولا يذهبن على الأصحاب ما تكرر ، فتقرر وفيما سلف تحرر وتصور ان هذه الأسماء كما هي قديمة بحقائقها ، قديمة بتعلقاتها الكلية والجزئية التي باعتبارها يدخل في أسماء الصفات ، وقدم التعلق هو الأصح أيضا من طريقي أهل النظر من علماء العقل والخبر ، وان قدمها بتعلقاتها من حيث اعتبارها من طرف الوجود لا ينافي اتصافها بأوصاف الحدوث من حيث تبعيتها للعلم التابع للمعلوم ، وان لكل من الاعتبارين لسانا في الكتاب والسنة : 798 - 3 فلسان الأول كثير ، كيف والحق علم جميع الأشياء في الأزل من عين علمه بذاته ، واندرج فيه جميع النسب الأسمائية باقتضاءاتها . 799 - 3 اما لسان الثاني : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين . . . الآية ( 31 - محمد ) و : ان الله لا يمل حتى تملوا . فالكل كذلك ، لان القول والتكوين حسب القدرة المتعلقة بما عينته الإرادة التابعة للعلم التابع للمعلوم ، فانصياع تعينات التعلقات الأزلية للصفات بخواص الحوادث بهذا السبب لا ينافي قدمها في ذاته ومن حيث محلها ، وعلى هذا كلام الحق ، وقد عرفه الشيخ قدس سره في أول التفسير بأنه الصفة الحاصلة من مقارعة غيبية بين صفتي القدرة والإرادة لا ينافي قدمه ، وقدم تعلقه انصياع تعلقه بما يقتضيه أحوال المخاطبين كالعبرانية والعربية واحكام اسم الدهر كالماضوية والحالية والمستقبلية ، فإنها انصياع ناشئة من الاعتبار الثاني ، فيندفع به كثير من الشبه التي عجز عن حلها فحول أهل النظر ، ككون الألفاظ القرآنية حروفا وأصواتا مترتبة حادثة ، مع أنه من أنكر انها كلام الله أو انها أنزلت فقد كفر ، وكاقتضاء كون : انا أرسلنا نوحا ( 1 - نوح ) قديما ، قدم نوح [1] .
[1] - يعنى قدم هذا الكلام يقتضى قدم نوح على تقدير كون كلام الله قديما ويندفع بأنه قديم بصورته العقلية في العلم القديم وحادث بصورة الحسية في الألفاظ والحروف ( آقا محمد رضا قمشهه أي )