إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
يستلزم قبول روح أشرف وأعلى نسبة من العقول والنفوس العالية وعلى هذا . 752 - 3 وثانيتهما : المناسبة الروحانية المشابهة [1] للمناسبة الذاتية الثابتة الخفية ، وهى التابعة للمناسبة المزاجية المذكورة ، لما مر ان الروح يتعين بحسب المزاج . 753 - 3 وإذا عرفت هذا عن فهم محقق رأيت أن مبدأ تعين أعلى الأرواح درجة - أعني أرواح الكمل - أم الكتاب [2] ، ومبدأ تعين بعضها علما ووجودا متوحدا ذات القلم الاعلى المسمى بالعقل الأول والروح الكلى ، وبعضها اللوح المحفوظ وبعضها عرشية اسرافيلية وبعضها ميكائيلية - من مقام الكرسي وروحانيته - وبعضها جبرئيلية - من مقام سدرة المنتهى - هكذا إلى اخر أجناس هذه الأصول الروحانية المختص بإسماعيل صاحب سماء الدنيا المعبر عند الحكماء المشائين بالعقل الفعال . 754 - 3 اما المرتبية فمن وجوه : 755 - 3 أحدها من جهة معادنها الأصلية التي هي مبدأ تعينات الأرواح المشار إليها انفا [3] ، والاخر من جهة مظاهرها المثالية ، فان الأرواح على اختلاف مراتبها لا تخلو عند جميع المحققين عن مظاهر التي تظهر بها . وأول مظاهر أرواح الأناسي ما عدا الكمل [4] عالم المثال المطلق والصور الجنانية [5] ، وإن كانت مواد انشائها لطائف قوى هذه النشأة
[1] - المشابهة صفة للوجه الاخر ، يعنى ان المناسبة الروحانية لها وجهان : الوجه الأول مناسبتها إلى المزاج والوجه الاخر مناسبتها بالحق من حيث ارتفاع الوسائط - ش [2] - أي الحضرة العلمية لأنها أصل تمام الألواح والكتب ، لان ما يكتب فيها يكون بحسب العلم وأم الكتاب الحقيقي الذي هو مبدأ تعين أكمل الكملين خاتم الكل صلى الله عليه وآله أجمعين هو التعين الأول وهو مبدأ اصلى جملي جمعي . تدبر - ش [3] - المشار إليها في قوله : يكون مبدأ مقامها في التعين اللوح المحفوظ - آ [4] - فان مظاهر أرواح الكمل فوق المثال : تدبر - ش [5] - الخيالية - ن - النصوص - المراد بالصور الجنانية الملكات الحاصلة من الأفعال الحسنة في الصعود وهذه الملكات ناشئة من القوى الطبيعية لكن لا مطلقا ، بل إذا اكتست القوى صفات الروح وتصير محكوما لطبيعية ما لم يكن الطبيعية بحكم الروح ، لان القوى بحكم الروح ولم تزكى كانت في طور البهيمية الحيوانية ولم يصدر عنها أفعال غير الحيوانية وافعال الحيوانية عن مقتضى الشهوة والغضب وعدم مناسبته مع الصور الجنانية واضح ، ولذا قال الشارح كانت مواد انتشائها لطائف قوى هذه النشأة ، وذكر اللطائف للإشارة إلى ذلك ، لان أمور الجنانية توابع الأرواح وقواها وخواص مظاهرها المثالية ، فكلما كان الروح وقواه وخواص مظاهره أقوى -