إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
الامكان حدا يثمر التعدد الحسى في ثالث مراتب الأطوار ، وذلك لان الاجتماع على أنه المظهر الجمعي الاحدى الأصلي الذي به الظهور والاظهار كما قال : والجمع حال لا وجود لعينه * * وله التحكم ليس للآحاد 573 - 3 يفيد مقدارا من سر التركيب الذي به امتزاج النور الاحدى ، والظلمة الامكانية على بسائط الأنوار معتدلا بين الافراط والتفريط كي يدخل تحت وسع احساس الحواس الضعيفة من الاسماع والابصار ، ففي نسبة نور الشمس إلى أعين الخفافيش ونور السراج إلى عين الأعشى تنبيه صحيح على اعتدال المقدار ، وفي زجاج المرآة وقوس قزح من جهة اشتراط الظلمة الممتزجة خلفهما تمثيل صريح لعالم المثال الذي هو مجمع الاعلان والاسرار ومرتبة الكاملين الكبار . 574 - 3 الأصل الثالث : مثل هذا التعلق لما كان زائدا على كمال أحدية ذات المعروض لا يؤثر في ذاته غير التقيد والتعين المفروض من التجزئ والحلول والاتحاد مع المعلول ، كما في ابصار الواحد عشر مبصرات فيبقى ذاته على كماله الاحدى الاطلاقي ويطرء لوازم التعلق واحكامه من حيث تعينه الالحاقي ، فيكون برزخا بين حكميهما المتضادين وجامعا بين كل مختلفين وفارقا بينهما باعتبارين ، وكل ذلك باقتضاء ذاته اما بلا واسطة أو بواسطة صفاته وما يتعلق بها من مظهرياته ، فهو المفيض للكل أولا ببسط تجلية والقابض اخرا بارتفاع حكم تدليه ، والكل محكوم مشيئته ومحبته ومقهور قبضه وبسطه . 575 - 3 قال الشيخ الكبير قدس سره في التفسير : الحضرات الكلية التي ينتهى إليها الحضرات الخمس هي ثلاثة : الحضرة الإلهية التي لها الغيب والحضرة الكونية التي لها الشهادة والسر الجامع بينهما ، وكذا الامر الكلى ثلاثة : قسم يخص الحق وقسم ينفرد به الكون وقسم يشترك بينهما ويقع في المقام النفسي العمائي الذي هو السر الجامع . 576 - 3 فما يخص الحق اما ثبوتية ، أو سلبية ، فالثبوتية كاحاطته الوجودية والعلمية وتقدم وجوده على كل متصف بالوجود وأولية الإرادة والطلب وقبوله في كل وقت وحال