responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 220


احكام لوازمها ، عرفت نفسها [1] متعينة من حيث الامتياز الحقيقي الثابت بينها وبين الحق ، فالمعرفة بمرتبة الحق واحكامها تحصل للانسان من معرفة نسبة مرتبته من مرتبة الحق والاحكام بالأحكام ، فافهم .
539 - 3 هذا كلامه ، ويعلم منه ان بين جميع الأشياء سرا إلهيا مشتركا مطلقا غير متعين بوجه ما ، ولا ريب انه التجلي الإلهي الذاتي الاحدى ، فلما كان حصول العلم بالاتحاد إذا لم يمنع مانع ، فالحق الذي لا يشغله شأن عن شأن ولا يتصور في حقه مانع ما ، يعلم بأحدية ذلك التجلي كل شئ بعين علمه بنفسه - أعني ذلك التجلي - وكما يعلمه - أعني علما كاملا مستوفيا لوجوهه ومحتملاته - فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .
540 - 3 ثم نقول : وإذا تحقق ان علمه متعلق بجميع الأشياء من عين علمه بنفسه من حيث أحديته المحيطة ، فإنه كما قال تعالى : والله بكل شئ محيط ( 126 - النساء ) وقال : ان الله قد أحاط بكل شئ علما ( 12 - الطلاق ) فليعلم ان ظهور هذا التعلق العلمي - أعني استجلائه في إحدى الحضرات الظاهرة في أنفسها [2] كالحضرة الروحانية والمثالية والحسية - انما هو بظهور نسب علمه فيها ، ونسب علمه الخصوصيات العلمية المسماة بالمعاني والحقائق والأعيان الثابتة .
541 - 3 قال في النصوص : هي تعقلات التعينات ، كما أن الأشياء تعينات التعقلات ، ثم تلك النسب المسماة حقائق هي المعلومات ، فكما ان خصوصيات الوجود ونسبه تسمى موجودات ، كذلك نسب العلم وخصوصياته تسمى معلومات ، لذلك قلنا : حقيقة كل شئ نسبة تعينه في علم الحق تعالى .
542 - 3 ثم نقول : إن الحق تعالى عالم بما لا يتناهى ، لعدم تناهى محتملاته المحاطة التي هي



[1] - قوله : فمتى غلب حكم الحقيقة . . . إلى آخره ، وعندي انه إذا غلب حكم الحقيقة واندكت جبال الآنيات عند ظهور نور الألوهية وتجلى الكمال الربوبي وانقهر حكم التعينات ولوازم الامكانات عند قهر كبريائه تعالى وبروز أحديته ، شهد السالك نفسها مندكة متعلقة بعز قدسه مضمحلة تحت نور ربه ، وذلك عند القيامة الكبرى وهذه التعبيرات أيضا من ضيق المجال ، وهذا سر قوله صلى الله عليه وآله - ما حكى - اللهم أرني الأشياء كما هي ، وقوله : من عرف نفسه عرف ربه ، فافهم - خ
[2] - أي ظهور ذاته لذاته في التعينات - ق

220

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست