responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 184


393 - 3 ثم الشيخ يفهم من كلامه في التفسير لعدم شهود الانسان للحق - بل والحقائق الإلهية - الا في المظاهر ، وبحسبها وجهان آخر ان رأينا ان لا يخلو الموضع عن الإشارة إليهما :
394 - 3 أحدهما غاية ظهور الحق بمحض نورانيه وبساطته كما قال صلى الله عليه وآله لعائشة : نور انى أراه ؟ لما تقرر في الفكوك : ان النور لا يدرك ويدرك به ، والظلمة عكسه ، تدرك ولا تدرك بها ، والضياء الحاصل من اختلاطهما يدرك ويدرك به [1] ، والمتعين من امتزاج النور والظلمة عالم المثال ، لذا كان الضياء صفته الذاتية .
395 - 3 ويؤيده ما مر نقله من التفسير : ان البساطة حجابه وبالتركيب الذي هو ستر على الحقائق يرتفع الحجاب ، وان لم يزد الا معقولية جمعها الذي لا وجود له ، هذا هو العجب العجاب .
396 - 3 وثانيهما : غاية قربه ، فإنه أقرب إلينا من حبل الوريد ، إذ الوجود إلى كل موجود أقرب من كل قريب ، وذلك لان البصر كالبصيرة لا يدرك الا المتوسط بين القرب والبعد والحقارة والعظمة ، فلا يدرك البصر مع غاية البعد ، كحركة الحيوان الصغير من المسافة البعيدة وحركة قرص الشمس والكواكب ، ومع غاية القرب كالهواء المتصل بالحدقة وكنفس الحدقة ، وكذلك يعجز عن ادراك الأشياء الحقيرة مثل الذرات والهباءات ، وعن العالية كقرص الشمس عند كمال نوره ، فإنه يتخيل سوادا فيه - لعجزه عن ادراكه - مع أن الوسط منبع الأنوار ، كذلك البصائر يعجز عن ادراك المعقولات الحقيرة مثل مراتب الأمزجة الجزئية والتغيرات الجزئية من النماء والذبول وغيرهما الواقعة في كل آن ، وكذا



[1] - قوله : لما تقرر في الفكوك : عبارة الفكوك هكذا : وإذ قد نبهتك على شأن النور الحقيقي وانه يدرك به وهو لا يدرك . فاعلم أن الظلمة لا تدرك ولا يدرك بها وان الضياء يدرك ويدرك به - انتهى - ومعلوم انه غير ما نقله الشارح أو فهم من عبارته ونقل بالمعنى ، مع أن ما ذكره الشارح غير صحيح ، فان الظلمة عدم محض وهو غير مدرك أصلا ، نعم قد وقع نظير ما ذكره الشارح في عبارة الشيخ الكبير في تفسيره على ما حكاه الشارح ، قال في ذيل كلام منه : اما ما امتاز به الحق عن الخلق فله مرتبة الغيب والنور المحض ، ومن شأنه ان يدرك به ولا يدرك . ثم قال : واما للحضرة الكيانية فالظلمة المنبهة على مرتبة الامكان والعدم المعقول ومن شأنها ان تدرك ولا يدرك بها ، ثم قال : واما البرزخ المنعوت بالضياء المسمى بالعماء فمن شأنه ان يدرك ويدرك به - انتهى كلامه - ويمكن الفرق بين العبارتين بان المقصود من عبارة الفكوك هو محض الظلمة ومن عبارة الشيخ هو ظلمة الامكان لا محضها ، كما هو صريح عبارته فلا تغفل - خ

184

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست