< فهرس الموضوعات > الفصل السابع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الفصل الثامن < / فهرس الموضوعات > ونشره وانبساطه ورشه ، وهو الخلق والايجاد مطلقا ، والابداع والاختراع لما لا مادة له ولا مدة له ، غير أن الابداع يناسب القدرة والاختراع يناسب الحكمة . ثم التكوين لما له مادة بلا مدة ، والاحداث لما له هما ، هذا عند أهل النظر ، وفي ظهور التحقيق التكوين شامل للكل [1] ، لان لكل مخلوق فيه مادة وصورة مخصوصة أو غير مخصوصة بحسب اقتضاء مرتبته ، وإذا كان التعين الوجودي صورة التعين العلمي ، فما لم يتعلق العلم بوقوعه لم يقع ، وما أبى العلم عن وقوعه استحال وامتنع ، وما تعلق بوقوعه وجب لما توجه إليه الإرادة والقدرة والكلام ، وانتظم أمر الكون بهذا النظام . الفصل السابع 357 - 3 ولان علمه الشامل بالعواقب والأوائل جزم لا تردد فيه ، حكمه حتم جف به القلم وانقسم الامر بين وجوب الوجود والعدم ، لا لان ذاته موجب ، فإنه غنى عن كل الحاجات وموجب ، وبذلك الغنى اختص بالقدم ، ووسم [2] كل شئ سواه بالحدوث عن العدم . الفصل الثامن 358 - 3 ولان وجود كل موجود له حقيقة ورتبة ، وللمظهر مجازه لا حقيقته ، فكل نعمة فضل منه ، لأنه عنوان جماله ، وكل نقمة عدل منه ، لأنه تبيان جلاله وكل منهما
[1] - بل على التحقيق العرفاني والذوق الشهودي هو تعالى متكلم في مقام الأحدية وتكلمه الفيض الأقدس والتجلي الاعلى الارفع ، والمخاطب به الأسماء الذاتية أولا وحضرة الواحدية والأسماء والصفات ثانيا ، ومتكلم في مقام الواحدية وتكلمه التجلي بمقام اسم الله بوجهته الظاهرة والمخاطب به الأعيان الثابتة عين الانسان الكامل أولا والبقية تبعا له ، وقد بسطنا الكلام بما لا مزيد عليه في الرسالة الموسومة بمصباح الهداية إلى حقيقة الرسالة والولاية - خ ( 1 ) - بل التحقيق ان الابداع شامل للكل ، فان ايجاده تعالى منزه عن كل ما يتوهم من المادة والمدة وغير ذلك من سمة المخلوقين ، وهذه الأمور من ناحية المخلوق لا الخالق ، فايجاده بالفيض المقدس عن كل تكوين وتدريج ، فالعالم بقضه وقضيضه مبدع وان اطلق على بعضه الخلق مثلا فباعتبار الجنبة الخلقية ، فتدبر - خ [2] - أي : العلامة .