إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
< فهرس الموضوعات > الفصل الخامس < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الفصل السادس < / فهرس الموضوعات > حتى بنفسه ، وعلمه بنفسه عين علمه بجميع المعلومات [1] ، فكان جميع علومه كسائر الصفات أزلية التعلقات ، كل تعقل شأنه المخصوص في أنه المخصوص ، فكانت نسب علمه المسماة كلياتها ماهيات وجزئياتها هويات أزلية غير مجعولة ، إذ لا وجود ثم لغيره ولا جاعل لما في ذاته ، ولان علمه في ذاته الأحدية وحداني النعت هيولاني الوصف ، كان الاختلاف في نسبه بحسب اختلاف المتعلقات ، وذلك سبب تبعية علمه للمعلومات ، لكن غير مستنبط من الافراد ، فكان فعليا - لا انفعاليا كعلوم العباد - . الفصل الخامس 355 - 3 ولعدم تقيده بالزمان كان جميع الانات حاضرة عنده ولحضورها يحضر ما فيها ، فجميع الموجودات بوجودها وأحوالها المنقسمة بالنسبة إليهم إلى السابقة والحاضرة واللاحقة ونسب ما بينهما حاضرة عنده ، فلو اعتبر في كلامه أو أفعاله تقيد بزمان أو مكان أو حال كان باعتبار حال الغير من المخاطبين وغيرهم . الفصل السادس 356 - 3 ولأنه لاطلاقه وسع كل شئ رحمة ، أي وجودا وعلما ، فلا يمكن وقوع ما يخالفه ، وصح سر القدر وصح تبعية الإرادة لعلمه ، كما تبعتها القدرة باظهار ما عينته الإرادة ، وبمقارعتهما يظهر الكلام [2] والتأثير والايجاد ، وهو تعين الوجود بحسب كل نسبة علمية هي حقيقة من الحقائق بصورة تقتضيها تلك الحقيقة ، وهو معنى سريان الوجود وتخصصه
[1] - قوله : وبالجزئي جزئي ، بل علمه بالكلى والجزئي والمحيط والمحاط والعقل والهيولي كلي محيط على نعت واحد بلا اختلاف حيثية ولا تقدم ، فهو تعالى يعلم الجزئيات على نعت الإحاطة والكلية ، والتقييد والجزئية من ناحية المعلوم لا العالم ، وليس علمه تابعا للمعلوم ، لا في العلم الذاتي ، وهو واضح ، ولا في العلم الظهوري الفعلي ، وذلك لان الفيض الاشراقي والوجود المنبسط مقدم على الماهيات والتعينات كما هو مبرهن في محله ومعلوم عند أهله - خ [2] - وهذا هو الكلام الفعلي الظهوري في مقام الفيض والتجلي الفعلي ، واما الكلام الذاتي النفسي فهو اظهار ما في غيب ذاته في الحضرة الأسمائية ومقام الواحدية التابع للتجلي الذاتي العلمي والحب الذاتي والإرادة الذاتية ، -