responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 16


5 - 2 فان قلت : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، وصرح الشيخ قدس سره أيضا في كتبه - سيما في باب النكاحات - ان وجود الأرواح مقدم على تعين عالم المثال المتقدم على وجود الأجسام البسيطة ، فضلا عن الأبدان المركبة ، فما التوفيق بين القولين ؟
6 - 2 قلت : التقدم للأرواح العالية الكلية ، حتى لو كان المدبر للاشباح من الأرواح الكلية قد يكون عالما بنشأته السابقة على نشأة البدن ، كنشأة ( الست ) وغيرها - كما سيجئ - والتوقف للأرواح الجزئية موافقا لما ثبت في الحكمة ، ولكون الأرواح العالية المسماة بالعقول واسطة في تعين النفوس الكلية ثم في تعين النفوس الجزئية حسب تعين الأمزجة الطبيعية ، عبر عن كل تقدم بألف عام - تنبيها على قوة التفاوت بين المراتب الثلاث - والله أعلم .
7 - 2 وفي الحث على وصل رحم الطبيعة معرفة سر المنهى عن إلقاء النفس في التهلكة .
وقد روى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : نفسك مطيتك ، فارفق بها ، وسر مغضوبية من


- بالعرش ، فان العرش أول عالم الأجسام المحسوسة والمحيط بجميع الصور الظاهرة وبه تميز ما ظهر عما بطن والحقو الذي هو معقد الازار وشده هو مبدأ النصف الثاني النازل المستور بالإزار ، وكذلك العرش هو مبدأ النصف الثاني النازل المستور بالإزار الذي هو عالم الطبيعة ومحل استتار الحق في التجليات الخصيصة بالطبيعة التي هي العورة ، فالزم ، أخذت أولا بالعرش الذي هو حقو الرحمن ومبدأ النصف الثاني من صورة الحضرة الإلهية المستورة بالطبيعة جهلتها الملائكة المأمورة بالسجود لآدم الذي هو ولد الجامع والمظهر التام الكامل للرحمن ، فنفرت من نشأته الطبيعية وذمتها وأثنت على نفسها بالتسبيح والتقديس ، فافهم واغتنم . ولما تنزلت الطبيعة وفصلت وتميزت عن عالم الأرواح وحضرة النفس الرحماني الذي هو مقام القرب التام الرباني تأملت من حالة البعد بعد القرب وخافت من انقطاع الامداد الربانية بسبب الفصل الذي شعرت به ، فتوجهت توجها جبليا إلى الحق وسألته نوالا ذاتيا ، فنبهها الحق في عين اجابته سبحانه لدعائها على استمرار الامداد ودوام الوصلة من حيث المعية والحيطة الذاتيتان ، فسرت بذلك واطمأنت واستبشرت بما جاء به الحق لها في عين ما سألت فاستمر دعائها لمن وصلها والدعاء على من قطعها كما أخبر صلى الله عليه وآله بقوله : الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله وظهر لك من هذا ان الاستعاذة من القطيعة من أجل شعورها بالتميز والانفصال حسبما بينا ، تدبر تفهم . واما معنى الوصل والفصل فقد عرفته سابقا في شرح الحديث الذي نقله الشارح ، واما قيامها ودعائها فعبارة عن توجهها الجبلي بصفة الافتقار الذاتي إلى الحق تعالى ( ش )

16

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست