responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 14


3 - 2 ومن جملة ازدرائها : مذمة متأخري الحكماء لها ووصفها بالكدورة والظلمة وطلب الخلاص منها ، فلو علموا [1] ان كل كمال يحصل للانسان بعد مفارقة النشأة الطبيعية فهو من نتائج مصاحبة الروح للمزاج الطبيعي وثمراته ، فحقيقة ما يتوقف [2] مشاهدة الحق سبحانه عليها على ما تتأتى [3] لعموم السعداء ، رؤية الحق الموعود بها في الشريعة ، كيف يجوز ان تزدرى ؟ هذا كلامه .



[1] - قوله : فلو علموا ان كل كمال : جواب ذلك الشرط مقدر ومحذوف لوضوحه واستفادته من اخر كلامه ، وكيف يجوز ان تزدرى ، أي لو علموا ذلك لما ازدروها ولما ذموها ، ويحتمل أن تكون لفظة ( لو ) للتمني ، فلا يحتاج إلى الجواب ، تدبر ( ش )
[2] - فحقيقته يتوقف - ل - قوله : فحقيقة يتوقف : مبتداء خبره جملة كيف ان يجوز ان تزدرى ( ش )
[3] - قوله : على ما تتأتى لعموم السعداء : لان الانسان بعد المفارقة انما ينتقل من مسرب الطبيعة إلى العوالم التي هي مظاهر لطائفها ومن نتائج نشأته الطبيعية ومن تلك العوالم التي هي من ثمرات هذه النشأة وصفوتها وروحها يتأتى لعموم السعداء ورؤية الحق الموعود بها في الشريعة والمخبر عنها انها أعظم نعم الله على أهل الجنة ، فالرؤية ثابتة في الجنة التي تكون للسعداء ، الحاصلة من الطبيعة ، والتقييد بعموم السعداء لخروج الخصوص من أهل الله ، كالكمل ومن تليهم ، فإنهم فازوا بشهود الحق ومعرفته المحققة هنا ، ولكن هذا الشهود أيضا انما يتيسر لهم بمعونة هذه النشأة الطبيعية ، تدبر . واعلم انى حين كتابتي هذه التعليقات المتعلقة بشرح الرحم رأيت اخبارا أخرى مروية عن النبي صلى الله عليه وآله في الرحم وإن كان راويها من لا عبرة بقوله ولكن نقلها من كان عليه استنادي واعتمادي في المعارف الإلهية ولا يحتمل في حقه عدم معرفة الصحيح من السقيم أو المسامحة أو غير ذلك ، وهو - رحمه الله - أجل شأنا من أن يمجده ويعرفه ويصدقه امثالي - أين التراب ورب الأرباب - ولأجل ذلك ولاشتمال تلك الأخبار على العلوم العلية والاسرار الخفية وكونها في غاية الاجمال والايجاز وحق دركها في كمال الصعوبة يحتاج إلى لطف قريحة يعجبني ذكرها واشرحها شرحا مختصرا وافيا على قدر بضاعتي المزجاة واستفاضتي من كلماته النورية وقواعده الشريفة المحكمة العالية وهى هذه : روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الرحم شجنة من الرحمن وقال الله لها : من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته ، وفي رواية عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله . وأيضا روى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرع منهم قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن . انتهى . بحقو العرش - ( النهاية ) . فقال : مه ؟ قالت : هذا مقام اللائذ ( العائذ ) من القطعية ، قال : اما ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قد قال : فذلك لك . انتهى . وفي القاموس : الشجنة مثلثة الغصن المشتبك ، والشعبة من كل شئ وقد أشجن الكرم في الجبل وتشجن الشجر التف . انتهى . ونقل عن الصحاح الشجنة بالكسر والضم عروق الشجر المشتبكة ، بيني وبينه شجنة الرحم أي قرابة مشتبكة ، وفي الحديث : الرحم شجنة من الله أي الرحم مشتقة من الرحمن والمعنى انها قرابة من الله مشتبكة كاشتباك العروق . وفي القاموس : الحقو الكشح والإزار أو مقعده كالحقوة . انتهى . في مسند أحمد وسنن البيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : يقول الله تعالى : انا الرحمن وهذه الرحم شققت لها -

14

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست