إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
أي في مظهر مثالي أو صورة جامعة لخواص هذه الحركات الثلاث كحركات الأفلاك ، ومنه سماء أهل الله لمن كان قلبه حيا ونفسه ميتا . 181 - 5 واما ان ذهابه إلى مثله من حيث مجموع الوجود والمرتبة : فلاختلاف الحال والحكم والاسم في كل وقت وبحسب كل كيفية - وان اتحد الذات - فكل وجود في الأول متميز علما أو روحا ، غير منصبغ باحكام الصورة وفي الاخر متميز ومنصبغ بها ، ففي الأول ليس الموجودات العلمية أو الروحانية الا نقطا متجاورة ، وفي الثاني ظهر بينها حكم الاتصال بالوجود الساري ، فسمى محيطا ودائرة ، ولزمته القسمة والجهات المفروضة مما لم يكن ظاهرا قبل الجمع والتركيب الذي هو صورة حكم الجمع وحكم سريان الوجود المنبسط على حقائق الممكنات . السؤال التاسع ما المراد من الانسان مطلقا من حيث الإرادة الإلهية الأصلية وباعتبار مطلق المرتبة الانسانية وما المراد من خصوصيته بحكم استعداده الخاص وفي كل وقت ؟ 182 - 5 جوابه : ان المراد من مطلق الانسان من حيث الإرادة الإلهية كمال الجلاء والاستجلاء المشار إليه مرارا ، لكن بشروطه وحقوقه العامة والخاصة الثابتة له وعليه في كل مقام ونشأة وموطن - وفاء واستيفاء وروحا وجسما موقتا وغير موقت - وذلك في الأنبياء مثل ما يتضمنه شرائعهم العامة وأحوالهم الخاصة . 183 - 5 واما المراد من كل انسان باعتبار استعداده الخاص فهو ما يأول إليه امره بعد استقرار أهل الدارين فيهما من حكم كل ما يتقلبون فيها . 184 - 5 واما المراد منه في كل وقت فهو ما يظهر به وعليه من الافعال والأحوال ، وذلك حكم كماله المخصوص من مطلق مرتبة الكمال وحكم حاله بحسب نسبة الاسم الذي صار هذا الانسان مظهره ومظهره بتعيينه إياه ، إذ بالأعيان وخصوصية استعداداتها تتعين