responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 623


السؤال الرابع كيف وجد الانسان ؟ يحتمل السؤال عن كيفية وجوده من حيث هو صادر عن الحق سبحانه والحق موجد له وعن كيفيته الحاصلة بحسب مراتب سيره واطواره الاستيداعية والاستقرارية ؟
82 - 5 جوابه : ان كيفية الوجود من حيث نفس الايجاد لا تنجلى ولا تنكشف ، لأنه مقام حيرة الكمل ، واما كيفية الحاصلة بتعلق الايجاد بحسب الأطوار المذكورة فيستجلى ، لكن لا كما هو في علم الحق سبحانه البتة ، بل استجلاء متفاوتا كمالا ونقصانا بحسب نسبة الناظر في المرتبة والمتأمل فيها ، أي مناسبة معها الحاصلة حال النظر فيها وشهود ما فيها وبحسب حظه الحاصل من تلك المرتبة ومقتضى حكمها فيه ، أي بحسب علمه الحاصل بالفعل بالمرتبة وما فيها علما نظريا أو شهوديا وبحسب تأثير المرتبة فيه .
83 - 5 فهيهنا امران : الأول ان كيفية وجود الانسان من حيث إن الحق موجد له وكأنها هي المرادة بمفتاحية المفاتيح الأول التي لا يعلمها الا الله - كما ذكر قدس سره في التفسير - : لا يستجلى ولا يعلم تعينها نظريا أو شهوديا ، وذلك لأنه محل حيرة أكابر أهل الله الكمل - فضلا عن غيرهم - فان للكمل أيضا حيرة في العلم بالله وبايجاده بدرجات بعضها أو غل من بعض - وإن كانت حيرتهم محمودة - 84 - 5 وتوضيح ذلك بالاستنباط عما ذكره الشيخ قدس سره في تفسير ولا الضالين - بعد ما ذكر ان الضلالة هي الحيرة - : ان نقول : الحيرة في الله اما مذمومة أو محمودة ، فالمذمومة حيرة العامة أو المتوسطين ، والمحمودة حيرة يتمناها الأكابر ويترقون فيها أبد الآباد .
85 - 5 اما حيرة العامة في الله - ففي المطلب وطلبه وسرها - : ان الانسان فقير وطالب بالذات كل نفس ، ومطلوبه الكمال المتعين بحسب همته ومناسبته الباعثة على الطلب ، فما لم يتعين له غاية يتوخاها أو اعتقاد يعتقد به بقى حائرا ، إذ لا غنى لنشأته المقيدة عن أمر يربط

623

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 623
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست