إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
فيما حواه الغيب من الحقائق الأسمائية والكونية ، فمر ذلك التجلي في عوده على جميع التعينات العلمية ، فمخضها بتلك الحركة القدسية الشوقية ، فانتشت بتلك المخضة البواعث العشقية من جميع الحقائق [1] يطلب من الحق ظهور أعيانها وما فيه [2] كمالها ، فصار ذلك العود مفتاح سائر الحركات الدورية الاحاطية المظهرة للخفيات المخرجة ما في قوة الامكان إلى الفعل من أعيان الكائنات . 230 - 3 ثم نقول : وانتشاء ذلك الأثر بحسب مرتبة الألوهية ونسبها ، المعبر عنها بالأسماء ، وتعين تلك النسب في مرتبة الامكان بأعيان الممكنات فرعا واصلا - جزء وكلا ، لان نسب الألوهية من حيث مصدرها - كالتجلي الإلهي - وحدانية النعت وهيولانية الوصف ، ويسمى حينئذ أسماء ذاتية لكونها عين الذات ، فتعدداتها لا تكون الا باعتبار متعلقاتها التي هي حقائق المكونات ، لذلك كانت [3] الحقائق صور النسب الأسمائية ، كما أن الأرواح صور الحقائق ، والأشباح المثالية والحسية صور الأرواح . الفصل العاشر في قاعدة كشفية يسرى حكمها في أمهات المسائل العزيزة 231 - 3 وهى ان كل ما لا تحويه الجهات وكان في قوته ان يظهر في الاحياز - أعني غير الجسم والجسمانيات من الفلكيات والعنصريات التي في ضمن محدد الجهات - وذلك أعم من أن يظهر بنفسه [4] - كالحق تعالى - أو بغيره - كغيره من المعاني الغيبيات والحقائق
[1] - قوله : فانتشت بتلك المخضة ، أي ان البواعث العشقية من الحقائق والأعيان الثابتة تابعة للباعث الحبى الذاتي في الحضرة الغيبية ، كما أن الظهور التابع لتلك البواعث تابع لظهوره تعالى شأنه ، فتكون الأعيان محبوبا بالعرض ومقضيا بالعرض وظاهرا بالعرض ، وذاته تعالى مجده محبوب ومراد وظاهر بالذات - خ [2] - عطف على أعيانها ، وما موصولة وضمير فيه عائد صلة راجع إلى ما ، أي يطلب الحقائق من الحق ظهور أنفسها واصل وجودها وظهورها هو كمال لها من العلم والقدرة وغيرها على حسب الاستعداد والقابلية ، وحينئذ حصلت المقدمتان : إحداهما الطلب الإلهي الذي يتضمنه التجلي الحبى بصفة الفعل والاخرى الطلب الاستعدادي الكوني بصفة القبول - ش [3] - لأنها كانت معينة ومخصصة - ش [4] - أي بلا واسطة شرط وجودي خارجي - ق