نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 613
الغيب المطلق ، و هو عين البرزخيّة الكبرى ، القابلة للتجلى الأول المذكورة غير مرّة . فكان هذا الوسط الحقيقي الملكوتي المخصوص بمحمد - صلَّى الله عليه و سلَّم - لأجل هذه الجمعيّة الحقيقيّة ، و كونه صورة لمقام أو أدنى و البرزخيّة الكبرى ، موضعا لظهور هذه المفاتيح و الأسماء الأول ، المضافة إلى ذلك التجلي الأول ، و المنتشئة منه بعلومها و اسرارها و أحكامها الجمعيّة الكماليّة في عالم الأرواح ، لتفصيل أحوال صاحب هذا التجلي الأول ، و تكميل أوصافه و أخلاقه ، فانصبغ ذلك المقام الوسطى الملكوتي المخصوص به - صلَّى الله عليه و سلَّم - في معراجه و إسرائه بتلك المفاتيح و علومها و أحكامها و اسرارها الجمعيّة الكماليّة ، و ظهرت تلك العلوم و الأحكام و الأسرار ، و تصوّرت في ذلك الوسط الحقيقي بصورة القرآن العظيم ، الجامع لعلوم الأولين و الآخرين متصديا للنزول جملة إلى بيت العزّة الذي هو وسط الملكوت الأدنى الحقيقي ، و تفصيلا نجما نجما إلى قلب صاحب هذا الجمع و الوسط الحقيقي - صلَّى الله عليه و سلَّم - . فسمّى لذلك التصدي و القابليّة تنزيلا ، فصارت تلك المفاتيح من حيث ظهورها في ذلك الموضع الوسطى الملكوتي باعتبار تصور علومها بصورة التنزيل « مدارس تنزيل » اى مواضع دراسة المقرّبين للقرآن القابل للتنزيل ، و مواضع دراسة جبرئيل - عليه السلام - لهذا التنزيل ، و فهمه ايضا ، ثمّ انزاله بالأمر على محمد - صلَّى الله عليه و سلَّم - . و لمّا كان ذلك الوسط الملكوتي ، مخصوصا بصاحب مقام أحديّة الجمع ، اعني بمحمد - صلَّى الله عليه و سلَّم - و كان ذلك ايضا موضع ظهور تلك المفاتيح بعلومها و اسرارها الكماليّة الجمعيّة ، و ظهرت تلك العلوم و الأسرار بصورة ترجمة أحواله - صلَّى الله عليه و سلَّم - و أخلاقه إيماء و تصريحا ، كما قالت عايشة - رضي الله عنها - حين سئلت عن خلق رسول الله - صلَّى الله عليه و سلَّم - : « كان خلقه القرآن » . فانّ القرآن مشتمل على امر و نهى و وعد و وعيد و عبر و امثال و حكايات المهتدين و الضالَّين ، و كل ذلك ترجمة أخلاقه و أحواله التي تلبّس بها و ارتكبها ، او لم يتلبّس بها و اجتنبها ، بل علمها و حذّر عنها تصريحا او تمثيلا و تلويحا ، فكانت تلك العلوم و
613
نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 613