نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 604
رسول الله - صلَّى الله عليه و سلَّم - قال له : ما أطوع ربّك لك يا محمد ، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه و سلَّم - و أنت يا عمّ ، ان أطعته أطاعك » . فعبّر عن الاجابة بالطاعة التي هي انفعال المطيع عن المطاع ، و الإشارة النبوية إلى تلك النتائج و الآثار المذكورة عموما ، قوله - صلَّى الله عليه و سلَّم - « بهم تمطرون و بهم ترزقون » و خصوصا ، قوله - صلَّى الله عليه و سلَّم - : « انّه ليغان على قلبي ، و انّي لأستغفر في كل يوم مائة مرّة » و الذي يغان على قلبه ، اى يغشاه و يغطَّيه ، هي تجليات ذاتيّة متظاهرة ماحقة بشريّته و خلقيّته بالكلية فيستغفر ، اى يطلب الغفر و الستر ، خوفا من غلبة تلك التجليات عليه ، و ظهور آثارها على الخلايق ، لئلَّا يعبد ، او يقال في حقّه انّه آله و ابن آله ، مثل ما جرى على عيسى و عزير - عليهما السلام - و ذلك الصادر ثانيا ، بغوث تنزّه ، يعنى : سرايا ممدّة لهذا الكامل الجامع على التنزّه ، اى التباعد عن اضافة النقص إليه مطلقا ، حتى انّ كلّ ما يضاف إلى غيره من الأوصاف و الأخلاق ، او يظهر عن غيره بصورة النقص ، انّما يضاف إلى هذا الكامل عين ذلك ، و يظهر عنه بصفة الكمال بمدد تلك التجليات و الأمداد الصادرة عن تلك المفاتيح المذكورة ، على نحو ما بيّن رسول الله - صلَّى الله عليه و سلَّم - في مصارف الأخلاق و الصفات ، كما قال - عليه السلام - : « لا بخل الا بالدين ، و لا حسد الا في اثنتين » و هذه مشية يبغضها الله تعالى الا في هذا الموضع ، قاله في من مشى متبخترا مختالا بين صفّي القتال . فهذه التجليات الذاتية ، الصّادرة عن تلك المفاتيح ، التي هي آية النظريّة بحمل هذا الكامل على صرف جميع الأفعال و الأخلاق و الأوصاف . فبما هو محمود و صفة كمال و تنزّهه عن جميع النقائص ، فيكون بغوث تنزّه و ايضا ذلك الصادر عن هذه المفاتيح المذكورة ثالثا ، محدث كل ساعة اتّصالات متنوعة إلى غيب الغيب ، كما ذكرنا في قوله : « انه ليغان على قلبي » و هاهنا ايضا ذكر المصدر و أراد به الفاعل ، و ايضا ذلك الصادر رابعا ، هو ليوث كتيبة . يعنى تجليات ذاتيّة مؤثّرة تأثيرها اقوى من تأثير غيرها من الأسماء ، فان تأثير هذه التجلَّيات ، لن يغلب و لم يمكن أن يتأخّر أثرها
604
نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 604