نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 87
صورة ما رآه لعلمه بموطن الرؤيا وما تقتضيه [1] من التعبير . وقد عُلِمَ أن صورة النبي صلى الله عليه وسلم التي شاهدها الحس أنها في المدينة مدفونة ، وأن صورة روحه ولطيفته [2] ما شاهدها أحدٌ من أحدٍ ولا من نفسه [3] . كل روح بهذه المثابة فتتجسد له روح النبي في المنام بصورة جسده كما مات عليه لا يخرم [4] منه شيء . فهو محمد صلى الله عليه وسلم المرئي من حيث روحه في صورة جسدية [5] تشبه المدفونة لا يمكن للشيطان أن يتصور بصورة جسده صلى الله عليه وسلم عصما من الله في حق الرائي . ولهذا من رآه بهذه الصورة يأخذ عنه جميع ما يأمره أو ينهاه عنه [6] أو يخبره كما كان يأخذ عنه في الحياة الدنيا من الأحكام على حسب ما يكون منه اللفظ الدال عليه من نص أو ظاهر أو مجمل أو ما كان [7] فإِن أعصاه شيئاً فإِن ذلك الشيء هو الذي يدخله التعبير ، فإِن خرج في الحس كما كان في الخيال فتلك رؤيا لا تعبير لها . وبهذا القدر وعليه اعتمد إبراهيم عليه السلام وتقي بن مخلد . ولما كان للرؤيا هذان الوجهان ، وعلمنا الله : فيما فعل بإِبراهيم وما قال له : الأدب لما يعطيه مقام النبوة ، عَلِمْنَا في رؤيتنا الحق تعالى في صورة يردها الدليل العقلي أنْ نعبِّر [8] تلك الصورة بالحق المشروع إِما في حق حال الرائي أو المكان الذي رآه فيه أو هما معاً . وإِن لم يردها الدليل العقلي أبقيناها على ما رأيناها [9] كما نرى الحق في الآخرة سواء .
[1] ب ، ن : يقتضي [2] ا : ولطيفه [3] أي أحد في صورة أحد ولا في صورة نفسه [4] ا : يخرج ، ب : يخرم منه شيئاً [5] أي مثالية وهذا هو التعبير عندهم [6] ساقطة في ب ، ن [7] أي أو أي شيء كان من أقسام اللفظ [8] اتغير : [9] ا : رأينا .
87
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 87