نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 60
ثم اقتضى لهم الحال في زمان آخر أن يسألوا رفع ذلك فرفعه الله عنهم . والتعجيل بالمسؤول [1] فيه [2] والإبطاء للقَدَرِ المعين له عند الله . فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة ، وإِذا تأخر الوقت إِما في الدنيا وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة : أي المسؤول فيه لا الإجابة التي هي لبَّيك من الله فافهم هذا . وأما القسم الثاني وهو قولنا : « ومنها ما لا يكون عن سؤال » فالذي لا يكون عن سؤال فإِنما أُريد بالسؤال التلفظ به ، فإِنه في نفس الأمر لا بد من سؤال إِما باللفظ أو بالحال أو بالاستعداد . كما أنه لا يصح حمد مطلق قط إِلا في اللفظ ، وأما في المعنى فلا بد أن يقيده الحال . فالذي يبعثك على حمد الله هو المقيِّد لك باسمِ فِعْلٍ أو باسم تنزيه . والاستعداد من العبد لا يشعر به صاحبه ويشعر بالحال لأنه يعلم الباعث وهو الحال . فالاستعداد أخفى سؤال . وإِنما يمنع هؤلاء من السؤال علمهم بأن الله فيهم سابقة قضاء . فهم [3] قد هيَّئوا مَحَلَّهم لقبول ما يرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم [4] . ومن هؤلاء من يعلم أنّ علم الله به في جميع أحواله هو ما كان عليه في حال ثبوت عينه قبل وجودها ، ويعلم أن الحق لا يعطيه إِلا ما أعطاه عينه من العلم به وهو ما كان عليه في حال ثبوته ، فيعلم [5] علم الله به من أين حصل . وما ثَمَّ صنف من أهل الله أعلى وأكشف من هذا الصنف ، فهم الواقفون على سِرِّ القدر وهم على قسمين : منهم من يعلم ذلك مجملًا ، ومنهم من يعلمه مُفَصَّلًا ، والذي يعلمه مفصلًا أعلى وأتم من الذي يعلمه مجملًا ، فإِنه يعلم ما في علم الله فيه إِما بإِعْلام الله إِياه بما أعطاه عينُه من العلم به ، وإما أن يكشف له عن [6] عينه الثابتة وانتقالات الأحوال عليها إِلى
[1] ا : في المسؤول [2] ن : ساقط [3] ن : بهم [4] ب م ن : وأعراضهم بالعين المهملة [5] ب : فيعلم هذا العبد [6] ب : من .
60
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 60