responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 25


الممكنات قلت هي « الخلق » أو العالم . فهي الحق والخلق ، والواحد والكثير ، والقديم والحادث ، والأول والآخر ، والظاهر والباطن ، وغير ذلك من المتناقضات التي يحلو للمؤلف أن يكثر من تردادها . وهذا المذهب هو المذهب المعروف بوحدة الوجود . وقد قرره ابن عربي في جرأة وصراحة في غير ما موضع من الفصوص والفتوحات : من ذلك قوله : فسبحان من أظهر الأشياء وهو عينها :
فما نظرت عيني إلى غير وجهه * ولا سمعت أذني خلاف كلامه [1] ولم يكن لمذهب وحدة الوجود وجود في الإسلام في صورته الكاملة قبل ابن عربي ، فهو الواضع الحقيقي لدعائمه والمؤسس لمدرسته ، والمفصل لمعانيه ومراميه ، والمصور له بتلك الصورة النهائية التي أخذ بها كل من تكلم في هذا المذهب من المسلمين من بعده . ومن المبالغة التي لا مبرر لها أن نذهب إلى ما ذهب إليه ألفرِدْ فون كريمر في قوله إن التصوف الإسلامي قد تحول في نهاية القرن الثالث الهجري . ( يريد عصر أبي يزيد البسطامي والجنيد والحلاج ) إلى حركة دينية انصبغت بصبغة وحدة الوجود التي تغلغلت فيه وأصبحت من مقوماته في العصور التالية .
ذلك أن الأقوال المأثورة عن أبي يزيد البسطامي والحلاج ، بل عن ابن الفارض المعاصر لابن عربي ، ليست في نظري دليلًا على اعتقادهم في وحدة الوجود ، بل على أنهم كانوا رجالًا فنوا في حبهم لله عن أنفسهم وعن كل ما سوى الله فلم يشاهدوا في الوجود غيره . وهذه وحدة شهود لا وحدة وجود . وفرق بين فيض العاطفة وشطحات الجذب ، وبين نظرية فلسفية في الإلهيات : أي فرق بين الحلاج الذي صاح في



[1] الفتوحات : ج 2 ص 604 س 5 من أسفل .

25

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست