نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 24
فلان أو فلان ، وهي تمثل صفة من صفات الحق ، كصفة الألوهية في الفص الآدمي ، والنفثية في الفص الشيثي ، والسبوحية في الفص النوحي ، والقدوسية في الفص الإدريسي ، والحقية في الفص الإسحاقي ، والعلمية في الفص الإسماعيلي ، والفردية في الفص المحمدي . فابن عربي لا يعرض في هذا الكتاب لمسائل التصوف العملية أو النظرية ، ولا يعرض لمسائل فلسفية بحتة ، ولا لمسائل علم الفقه يحاول تفسيرها تفسيراً صوفياً على نحو ما فعل في الفتوحات المكية وغيره من الكتب ، ولكنه يلخص مذهباً في الفلسفة الصوفية هو أدق وانضج ما فاض عن عقله وعاطفته الدينية معاً ، يقر فيه قضية عامة في طبيعة الوجود ثم يفرّغ عنها كل ما يمكن تفريعه من المسائل المتصلة با لله والعالم والإنسان : وهذه هي ناحيته الفلسفية ، ويتلمس تأييد هذه الفلسفة بالذوق الصوفي والتجربة الشخصية : وهذه هي ناحيته الصوفية . 8 - القضية الكبرى والقضية الكبرى التي تعبر عن مذهبه ، وحولها تدور كل فلسفته الصوفية وتتفرع عنها كل قضية أخرى ، والتي ملكت عليه زمام تفكيره فصدر عنها وعاد إليها في كل ما قاله وما أحس به ، هي أن الحقيقة الوجودية واحدة في جوهرها وذاتها متكثرة بصفاتها وأسمائها لا تعدد فيها الا بالاعتبارات والنِّسَب والإضافات . وهي قديمة أزلية أبدية لا تتغير وإن تغيرت الصور الوجودية التي تظهر فيها . فهي بحر الوجود الزاخر الذي لا ساحل له ، وليس الوجود المدرك المحسوس إلا أمواج ذلك البحر الظاهرة فوق سطحه . فإذا نظرت إليها من حيث ذاتها قلت هي « الحق » ، وإذا نظرت إليها من حيث صفاتها وأسماؤها : أي من حيث ظهورها في أعيان
24
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 24