نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 26
حالة من أحوال جذبه بقوله « أنا الحق » ، أو ابن الفارض الذي أفناه حبه لمحبوبه عن نفسه فلم يشعر إلا بالاتحاد التام به فقال : متى حِلت عن قولي « أنا هي » أو أقل * وحاشا لمثلي إنها في حلَّت [1] أقول : فرق بين هذين الرجلين وبين ابن عربي الذي يقول في صراحة لا مواربة فيها ولا لبس ، معبراً لا عن وحدته هو بالذات الإلهية ولا عن فنائه في محبوبه ، بل عن وحدة « الحق » والخلق : فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا * وليس خلقاً بهذا الوجه فادّكروا جمِّع وفرِّق فإن العين واحدة * وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر [2] بل على افتراض أن « أنا الحق » التي نطق بها الحلاج لم تكن صرخة جذب ولا كلمة شطح ، وإنما كانت - كما يقول الأستاذ نيكولسون - تعبيراً عن نظرية كاملة في ثنائية الطبيعة الإنسانية المؤلفة من اللاهوت والناسوت ، فإن أقصى ما يمكن أن نصف به هذه النظرية هو أنها نظرية في الحلول لا في الاتحاد ولا في وحدة الوجود . ولكن أي صورة من صور القول بوحدة الوجود يمثلها مذهب ابن عربي ؟ إنه لا شك ليس مذهباً مادياً يحصر الوجود فيما يتناوله الحس وتقع عليه التجربة ، ويعتبر الله اسماً على غير مسمى حقيقي . على العكس هو مذهب روحي في جملته وتفاصيله ، يُحلُّ الألوهية من الوجود المحل الأول ويعتبر الله الحقيقة الأزلية والوجود المطلق الواجب الذي هو أصل كل ما كان وما هو كائن أو سيكون فإن نَسَبَ إلى
[1] التائية الكبرى 277 ، ومعنى البيت : متى تحولت عن دعواي أنني أنا هي ( أي المحبوبة ) : حاشا لمثلي أن يقول إنها حلت في ، وهو بهذا ينكر نظرية الحلول التي قال بها الحلاج . [2] الفص الإدريسي .
26
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 26