نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 221
إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)
والعرش وسع كل شيء ، والمستوِي [1] الرحمن . فبحقيقته يكون سريان الرحمة في العالم كما [2] بيناه في غير موضع من هذا الكتاب ، وفي [3] الفتوح المكي . وقد جَعَلَ الطيبَ - تعالى [4] - في هذا الالتحام النكاحي في براءة عائشة فقال « الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ والْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ ، والطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ، أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ » . فجعل روائحهم طيبة : لأن القول نَفَس ، وهو عين الرائحة فيخرج بالطيب والخبيث [5] على حسب ما يظهر به في صورة النطق . فمن حيث هو إلهي بالأصالة [6] كله طِيبٌ : فهو طَيِّبٌ ، ومن حيث ما يحمد ويذم فهو طيّب وخبيث . فقال في خبث الثوم هي شجرة [7] أكره ريحها ولم يقل أكرهها . فالعين لا تُكرَه ، وإنما يُكْرَه ما يظهر منها . والكراهة لذلك إما عرفاً بملاءمة [8] طبع أو غرض ، أو شرع ، أو نقص عن كمال مطلوب وما ثَمَّ غير ما ذكرناه . ولما انقسم الأمر إلى خبيث وطيّب كما قررناه ، حُبِّب إليه الطيب دون الخبيث ووصف الملائكة بأنها تتأذى بالروائح الخبيثة لما في هذه النشأة العنصرية من التعفن [9] ، فإنه مخلوق من صلصال من حمأ مسنون أي متغير الريح . فتكرهه الملائكة بالذات ، كما أن مزاج الجُعَل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة . فليس الورد [10] عند الجعل بريح طيبة . ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضرَّ به الحقُّ إذا سمعه وسُرَّ بالباطل : وهو قوله « والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِالله » ، ووصفهم بالخسران فقال « أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ . . . الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ » . فإن من لم يدرك الطيب
[1] ن : المستوي عليه [2] ب : كما قد [3] « ب » و « ن » : ومن [4] ن : وقد جعل اللَّه تعالى الطيب [5] ا : والخبيث [6] ن : بالإضافة [7] ب : شجرة خبيثة [8] ب : ملاءمة . يقرؤها القيصري « إما عرفاً أو بعدم ملاءمة طبع » وهو أقرب القراءات إلى المعقول [9] « ا » و « ب » : التعفين [10] ب : ريح الورد .
221
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 221