responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 220


صلى الله عليه وسلم المعنى الذي قُصِدَ به [1] في التحبب إليه ما لم يكن يؤثر حبَّه . فعلمه الله ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيماً . فغلَّب التأنيث على التذكير بقوله ثلاث بغير هَاءٍ . فما أعلَمَه صلى الله عليه وسلم بالحقائق ، وما أشد رعايته للحقوق ! ثم إنه جعل الخاتمة نظيرة الأولى في التأنيث وأدرج بينهما المذكر [2] . فبدأ بالنساء وختم بالصلاة وكلتاهما تأنيث ، والطيب بينهما كهو في وجوده ، فإن الرجل مدرج بين ذات ظهر عنها وبين امرأة ظهرت عنه ، فهو بين مؤنثين : تأنيث ذات وتأنيث حقيقي . كذلك النساء تأنيث حقيقي والصلاة تأنيث غير حقيقي ، والطيب مذكر بينهما كآدم بين الذات الموجود عنها [3] وبين حواء الموجودة عنه وإن شئت قلت الصفة فمؤنثة أيضاً ، وإن شئت قلت القدرة فمؤنثة أيضاً . فكن على أي مذهب شئت ، فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدم حتى عند أصحاب العلة الذين [4] جعلوا الحق علة في وجود العالم . والعلة مؤنثة . وأما حكمة الطيب وجعله بعد النساء ، فلما في النساء من روائح التكوين ، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب . كذا قالوا في المثل السائر . ولما خُلِقَ عبداً بالأصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة ، بل لم يزل ساجداً [5] واقفاً مع كونه منفعلًا حتى كوَّن الله عنه ما كوَّن . فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف [6] الطيبة . فحبب إليه الطيب : فلذلك جعله بعد النساء . فراعى الدرجات التي للحق في قوله [7] « رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ » لاستوائه عليه باسمه الرحمن . فلا يبقى فيمن حوى عليه العرش من لا تصيبه الرحمة الإلهية : وهو قوله تعالى « ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ » :



[1] يصح أن يقرأ قصد بالبناء للفاعل أو قصد بالبناء للمفعول . والمراد بقوله « به » أي بالتغليب وبه متعلقة براعي . وضمير إليه عائد على النبي . « ما لم يكن » أي ما دام . والهاء في حبه عائدة إما على المعنى أو على النبي
[2] ب : التذكير
[3] ب : هو عنها
[4] « ا » و « ن » : الذي
[5] ب : ساجداً خاضعاً . وقوله « مع كونه » أي في حالة كونه
[6] ب : الأعراب
[7] ب : المشار إليها في قوله .

220

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست