responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 11

إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)


في تشكيل مذهبه ، وإن كانت موجات الشعور الصوفي المباغتة كثيراً ما قللت من حدة هذا التفكير وطغت عليه وأنزلته المنزلة الثانية . ولهذا لا أرى من الصواب أن نصف مذهبه بأنه مذهب فلسفي بحت - إذا اعتبرنا التفكير والترابط المنطقي أخص صفات الفلسفة - ولا بأنه مذهب صوفي بحت ، إذا اعتبرنا الوجدان والكشف أخص مميزات التصوف . ولكنه مذهب فلسفي صوفي معاً ، جمع فيه بين وحدة التفكير وقوة الوجدان ، وحاول أن يوفق فيه بين قضايا العقل وأحوال الذوق والكشف : وربما انفرد « الفصوص » من بين كتبه بأنه أكمل صورة جَمع فيها بين هاتين الناحيتين واستغلهما إلى أبعد مدى في تأييد مذهبه في وحدة الوجود . أما أن له مذهباً فلسفياً صوفياً في طبيعة الوجود فهذا ما لا سبيل إلى إنكاره أو الشك فيه ، فإِننا نلمس هذا المذهب في كل صفحة من صفحات الفصوص كما نلمسه في كتبه الأخرى لا سيما الفتوحات ، وكلما حاول أن يخفيه أو ينطق بغيره عاد إليه فأكده وارتفع به صوته أشد ما يكون وأعنف ما يكون . غير أننا لا نكاد نظفر بهذا المذهب كاملًا في أي كتاب من كتبه - وإن كان الفصوص أجمعها وأشملها من هذه الناحية - ولذا يجدر بالباحث عن هذا المذهب أن يجمع عناصره المبعثرة في كل مكان ويؤلف بينها حتى يظهر له في وحدته المتماسكة . وما أشبه ابن عربي في هذا بفنان ألَّف لحناً موسيقياً عظيماً ثم بدا له أن يخفيه عن الناس فمزقه وبعثر نغماته بين نغمات ألحان أخرى .
فاللحن الموسيقي العظيم هنالك لمن أراد أن يتكبد مئونة استخلاصه وجمعه من جديد ! وقد سجل ابن عربي على نفسه قصد إخفاء مذهبه والضن بأن يظهره كاملًا في أي كتاب من كتبه في عبارة وردت في الفتوحات ( ج 1 ص 47 - 48 ) حيث يقول بعد أن ذكر عقيدة العوام ثم أردفها بعقيدة

11

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست