مصاحبا للسلطان المذكور في رجوعه من مشهد إلى طهران سنة 1300 ق ، ولمّا وصل إلى سبزوار أراد السلطان مشاهدة بيت السبزواري ، وقد كان الحكيم ارتحل إلى جوار الربّ حينئذ ، غير أن السلطان المذكور زاره سابقا زمن حياته سنة 1284 في سفر له إلى مشهد ، حيث جاء إلى منزل الحكيم وزارة في منزله واستدعى منه أن يؤلَّف كتابا في الحكمتين النظريّة والعمليّة بالفارسيّة ، وألَّف الحكيم إجابة لطلب السلطان كتابه « أسرار الحكم » ، ولما اتّفق له سفر آخر سنة 1300 أراد زيارة تربة الحكيم ، وعند ذلك كان مؤلَّف كتاب مطلع الشمس المذكور مصاحبا له ، فزار معه منزل الحكيم السبزواري ومرقده ، ثم تكلَّم مع ابنه محمّد إسماعيل وسأل منه أن يشرح حياة أبيه والحال أنّ زوجة الحكيم أيضا كانت حاضرة تسمع محاورتهما من خلف الحجاب وتكمل ما لم يكن يعلمه ابن السبزواري من المطالب ، وكتب قصّة هذا السفر ومشاهداته في منزل الحكيم ومرقده وما سمعه من ابن السبزواري وزوجته حول حياة الحكيم وسيرته العملية والعلمية مفصّلا في كتابه « مطلع الشمس » ( ج 3 / 194 - 203 ) ، ولذلك صار ما كتبه من المراجع المستندة حول حياة الحكيم السبزواري . وقد كتب فيه ما رآه من منزل الحكيم وغرفاته وموقعه من المدينة ، ثم سيرة الحكيم في قلة أكله وكثرة عباداته وشدّة اشتغاله بالتأليف والتدريس وانزوائه عن الناس إلى العلم والعبادة ، وقناعته الشديد في المأكل والملبس مع تمكَّنه من ذلك وإعطائه ما زاد إلى المستحقّين من أهل البلد ، أعرضنا عن إيراده مفصّلا مخافة التطويل والخروج عن نطاق مقدمة كتاب صغير يحسن فيه الاختصار . وممّا جاء فيه أن ميرزا يوسف بن ميرزا حسن مستوفي الممالك وزير السلطان الذي كان من محبّي الحكيم بنى بعد مدّة من وفات الحكيم بنائه على تربته ، وصف في الكتاب صورة البناية المذكورة ، وأنّها كانت ناقصة في ذلك الزمان ولم تتمّ بعد . وجاء في الكتاب نقلا عن ابن المؤلَّف وزوجته أنّ الحكيم السبزواري تزوّج في عمره الشريف ثلاث مرّات ، غير أنّه لم يكن له أكثر من زوجة واحدة طوال عمره ، وقد توفت زوجته الأولى فتزوّج ثانيا ولكن زوجته الثانية أيضا توفت ، ولما بقي بعد مراجعته