الثياب ذا سكينة ووقار ، يدرّس علم الكلام ومسألة التوحيد ، فأعجبني تقريره للمسألة وحضرت الدرس ثلاثة أيام متوالية ، ورأيت الواجب عليّ شرعا حضور ذلك الدرس وأنّ ذلك أوجب عليّ من سفر الحجّ ، فصرفت مؤنة حجّي في شراء الكتاب ولوازم الإقامة ، وبقيت قريبا من عشر سنوات ملتزما محضر ذلك الأستاذ العظيم المولى إسماعيل . وكان الأستاذ بعد الفراغ من الدرس يروح إلى حلقة درس الآخوند المولى علي النوري ، فصرت بعد خمس أو ستّ سنوات مضى من تعلمّي عنده أروح في مصاحبته إلى درس أستاذه النوري أيضا فأستفيد منه ، وبعد إقامة ثمان سنوات في أصفهان جاء المرحوم الشيخ أحمد الأحسائي إلى أصفهان وأمر الآخوند النوري تلامذته بحضور درس ذلك الشيخ ، فحضرت إجابة لأمر الأستاذ مجالسه خلال ثلاثة وخمسين يوما ، ورغم أنّه كان في الزهد بلا مثال غير أنّ علميّته لم تتظاهر قبال علميّة أفاضل أصفهان . وفي أواخر سنة 1242 سافر المرحوم المولى إسماعيل إلى طهران وأنا إلى خراسان ، فسكنت في المشهد واشتغلت في مدرسة المولى حسن بتدريس المعقول والمنقول ، وفي أواخر سلطنة السلطان فتح علي القاجار عزمت الحجّ ، وفي المراجعة من طريق البحر وصلت إلى بندر عباس ورأيت قافلة مهيّئة للذهاب إلى كرمان فذهبت معهم إلى كرمان ، والطرق كانت غير مأمونة في هذه الأيّام لفوت السلطان المذكور ، فبقيت في كرمان نحو سنة ، وقد كانت زوجتي الأولى والدة المولى محمّد - أكبر أبنائي - توفّت ، فتزوّجت بزوجتي الثانية في كرمان وولد لي من هذه الكرمانيّة ابناي الآقا عبد القيّوم والآقا محمّد إسماعيل وثلاث بنات . وبعد المراجعة من الحجّ سكن في المشهد نحوا من عشر سنين طوال سلطنة محمّد شاه القاجار مشتغلا بتدريس المعقول والمنقول . انتقل - رحمه اللَّه - إلى جوار ربّه في العشر الآخر من ذي الحجة سنة 1289 ، وكانت مدّة عمره عثمان وسبعين سنة بعدد « حكيم 78 » .