وبعد مراجعتي إلى خراسان كنت مشتغلا بتدريس الحكمة في المشهد خلال خمس سنوات مع قليل من الفقه والتفسير ، لأنّ العلماء كانوا مقبلين إلى هذه العلوم ومعرضين عن الحكمة بالكليّة ، ولذلك كان اعتناء الداعي بالحكمة الإشراقيّة أكثر ، وبعد ذلك سافرنا قاصدا لزيارة بيت اللَّه وطال هذا السفر سنتين أو ثلاث ، والآن أنا مشتغل في سبزوار طوال ثمانية وعشرين سنة بتدريس الحكمة . هذه الأسباب الظاهرية والهادي في الحقيقة هو اللَّه الذي علَّمني وربّاني . ديده اى خواهم سبب سوراخ كن * تا مسبّب بركند از بيخ وبن انتهى ما حكيناه من رقيمة الحكيم السبزواري . وجاء في آخر تعليقات الحكيم الهيدجي - قده - على شرح المنظومة أيضا ترجمة من المؤلَّف نقلا عن صهره « الميرزا السيد حسن » أنّه كتب إجابة لسؤال مؤلَّف كتاب ناسخ التواريخ عن ترجمة أحواله ، نلخّصها معرّبا : « كان الحاج مهدي - والد الحاج المولى هادي السبزواري - من التجّار والملَّاكين في سبزوار ، وولد هو ( المولى هادي السبزواري ) - قده - سنة 1212 ، ( سنة الولادة يطابق كلمة « غريب 1212 » بالأبجد ) وكان راغبا في تحصيل العلم بالفطرة من أوان صباه . عزم في سنة الحادية والعشرين من عمره إلى سفر الحجّ وكان - رحمه اللَّه - إذ ذاك ممتازا بين أقرانه في العلوم الغريبة والفقه ، - قال - : ولما كان الإصفهان حينذاك دار العلم فسافرت إليها قبل الموسم قاصدا الإقامة نحو شهر فيه للاطلاع على كيفيّة التدريس والتحصيل وأهل العلم فيه ، وحضرت مجلس درس الحاج الكلباسي والمرحوم الشيخ محمّد تقي ، وكنت أتفحّص عن الدروس الأخرى أيضا ، واتّفق عبوري يوما إلى مسجد رأيت حلقة درس دائرا فيه ، فجلست فيهم وكان الجمع أكثر من مائة طالب يستمعون إلى أستاذ عليه أرذل